قال مصدر إخوانى مطلع إن هناك اتصالا تم بين محمد على بشر وزير التنمية المحلية السابق وعضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين السابق وأحد قيادات النظام الحالى بهدف الوصول إلى صيغة للتهدئة. وأضاف المصدر أن النظام أبلغ بشر بأنهم مصرون على المضى قدما فى خارطة الطريق بدون أى تغيير أو تعديل، وأنه على الجماعة القبول بالواقع الجديد والاعلان عن نبذهم وادانتهم للعنف الدائر فى شوراع مصر والذى تعد الجماعة الغطاء السياسى له، إلا أن المصدر أكد أن حادث سجن أبوزعبل والذى راح ضحيته 38 من أنصار الجماعة، عرقل ولو بصورة مؤقتة التواصل بين الجماعة والنظام الحاكم. وقال المصدر الذى رفض ذكر اسمه ل«الشروق» إن الضربات الأمنية الأخيرة التى طالت قيادات الصف الأول والثانى بالجماعة أثرت على تحركات الإخوان خلال الأيام الماضية، وافقدتهم القدرة على التواصل مع قواعدهم. وتابع المصدر: قيادات الصف الثانى المكلفة بمتابعة التحركات والفاعليات الميدانية، أصبحت إما مقتولة فى المواجهات أو معتقلة أو هاربة وبالتالى أصبح التواصل مع قواعد الجماعة صعب للغاية، وهو ما انعكس سلبا على مسيرات الجماعة وتظاهراتها خلال الايام الماضية. وكشف المصدر أن الاتجاه العام داخل الجماعة الآن هو التهدئة أو الوصول إلى تسوية سياسية مع النظام الحالى وقيادات الجيش، مشيرا إلى أن بعض قيادات الجماعة تعيد النظر فى مواقفها خلال العامين الماضيين. وهو ما أكده القيادى بالجماعة الإسلامية محمد ياسين، مشيرا إلى استعداد قيادات كثيرة فيما يسمى ب«التحالف الوطنى لدعم الشرعية»، للتهدئة والمصالحة على أساس العدالة. وقال ياسين، وهو مسئول عن ملف العلاقات الخارجية بحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية: التحالف تواصل مع عدد من وزراء حكومة حازم الببلاوى، وطالب الوزراء إقناع باقى أعضاء التحالف بالتهدئة ووقف أى فاعليات على الأرض. وتابع: «ليس لدى معظم قيادات التحالف اعتراض على المصالحة، خاصة بعد استمرار نزيف الدماء ومقتل 38 معتقلا من أنصار مرسى، و26 مجندا فى رفح، وتأثر البلد بالأحداث اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، لكنه شدد على أن تكون المصالحة قائمة على أساس العدالة»، مضيفا «أى شخص عاقل لا يستطيع أن يرفض المصالحة». وطالب ياسين برفع ما سماه مظالم تعرضت لها التيارات الإسلامية بعد 30 يونيو، ودعا للإفرج عن كل المعتقلين من السجون، وإخراج محمد مرسى من السجن «الرجل لم يرتكب ذنبا، نعم أخطأ كثيرا داخليا وخارجيا لكن ليس معناه أنه يسجن». وتابع طالبنا من الوزراء الذين تواصلنا معهم فى حكومة الببلاوى أن يترجم الفريق السيسى كلامه الذى ادلى به فى خطابه الأخير حول استعداده للجلوس على مائدة الحوار والنقاش على الارض. • بادرة حسن نية شدد محمد ياسين القيادى بالجماعة الإسلامية على ضرورة أن تكون هناك بادرة حسن نية من الفريق أول عبدالفتاح السيسى لأنه هو من يملك السلطة والقوة، مقترحا أن يدعو السيسى جميع الفرقاء للوصول إلى العدالة والسلام وإيقاف الدماء المسالة فى الشوارع. وقال: إذا مد الفريق السيسى يده فسيجد عشرات الأيادى ممتدة من جميع الفصائل الإسلامية، فلا مخرج مما نحن فيه إلا بالحوار والنقاش».
