اجتمع الدكتور حازم الببلاوي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الثلاثاء، مع وفد إماراتي برئاسة سلطان الجابري ووزير الدولة الإماراتي لمناقشة آلية توجيه المساعدات التي أعلن عنها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة لمصر. وقال المسؤول الإماراتي: إن بلاده تسعى لتقديم كافة أشكال الدعم الممكن ليس فقط من خلال حزمة المساعدات والروض لدعم الاحتياطي النقدي، وإنما أيضًا من خلال برامج تنموية في الأجلين المتوسط والطويل، بهدف تطوير وإعادة هيكلة العديد من قطاعات الاقتصاد القومي، وأهمها قطاع الطاقة، وقطاع الغزل والنسيج، والحديد والصلب، حتى تصبح تلك القطاعات قادرة على مواجهة كافة التحديات بكفاءة وفعالية. وخلال اللقاء أشاد حازم الببلاوي بموقف دولة الإمارات العربية الشقيقة الداعم لمصر، وهو موقف لا يختلف عن المواقف التاريخية المشهودة لدولة الإمارات في عهد الشيخ زايد آل نهيان، وأكد الببلاوي أن الشعب المصري يُقدّر للإمارات هذا الموقف النبيل والمشرف. وخلال الاجتماع تم استعراض المشروعات التي يمكن للإمارات المساهمة فيها، سواء المشروعات العاجلة التي تحقق فائدة سريعة للمواطن المصري، أو المشروعات التي تحتاج مدى زمنيًّا أطول للتنفيذ، وذلك لعرضها على الجانب الإماراتي لدراستها وتمثلت المشروعات في إنشاء وتجهيز 10 وحدات صحية في القرى والمناطق النائية، تقدم الرعاية الصحية لما يزيد عن 200 ألف مواطن، ودعم الشركة القابضة للمصل واللقاح لتأهيل خطي إنتاج أمصال ولقاحات، لتوفير 65 مليون جرعة لقاحات وأمصال تغطي 80% من احتياجات البلاد، بدلًا من الإنتاج الحالي الذى يغطي 15% فقط من الاحتياجات، فضلًا عن أن تأهيل خطي الإنتاج سوف يسهم في توفير 100% من حاجة البلاد من الأنسولين اللازم لمرضى السكر. وأشار مسؤول بمجلس الوزراء، إلى أن المشروعات تتضمن المساهمة في مشروع بناء الصوامع اللازمة لتخزين القمح، من خلال توفير التمويل اللازم لبناء صوامع جديدة هذا العام، وهو ما سوف يساعد على استيعاب الإنتاج المحلي من القمح، ومن ثم التقليل من كمية القمح المستورد والمساهمة في إتمام مشروع توصيل الغاز الطبيعي لعدد 800 ألف وحدة سكنية، من أجل التخفيف من عبء دعم البوتاجاز والمساهمة في مشروع بناء مليون وحدة سكنية لمحدودي الدخل على مدار عدة سنوات، وترفيق المناطق الصناعية من أجل زيادة النشاط الصناعي في تلك المناطق، وفتح المجال أمام إنشاء مصانع جديدة توفر فرص العمل والمساهمة في إنشاء تجمعات للمشروعات الصغيرة والمتوسطة تستوعب أصحاب الحرف والورش، وتوفر المجال للتوسع في إقامة مشروعات صغيرة للشباب. كذلك فقد قدم وزير النقل ورقة تتضمن دراسة حول مشروعات إعادة تأهيل ورفع كفاءة منظومة النقل في الجمهورية، سواء النقل العام أو السكك الحديد، حيث تشمل مشروع إنشاء نفق السكة الحديد والسيارات جنوب بورسعيد والذي سيمر أسفل قناة السويس ليربط بين وادي النيل وشبه جزيرة سيناء. كما تتضمن أيضًا مشروع توسيع المجرى الملاحي وتعميق مينائي السويس وبورسعيد، والذي سوف يسمح بدخول الناقلات العملاقة التي لا تسمح المداخل الحالية بمرورها، وهو ما سوف يضاعف من دخل قناة السويس، وينشط حركة التجارة. وعرض وزيرا التخطيط والاستثمار المشروعات التي قاربت على الانتهاء والتي تحتاج إلى تمويل عاجل حتى تدخل الخدمة، كما سيجرى في الفترة القادمة افتتاح مستشفى الشيخ زايد. من جهة أخرى عرض الجانب الإماراتي قيام الإمارات بتأهيل عدد من القرى المحرومة من الكهرباء، عن طريق إنارة بيوت تلك القرى بالطاقة الشمسية، وهو المشروع الرائد الذي نفذته شركة "مصدر" الإماراتية في العديد من الدول العربية والإسلامية بكفاءة كبيرة. واختتم الاجتماع بالتأكيد على أنه رغم الظروف الصعبة التى يمر بها الاقتصاد المصري في الفترة الراهنة، إلا أنه يمتلك القدرة على التعافي سريعًا والانطلاق لتحقيق مستويات نمو مناسبة، عن طريق استعادة الثقة تدريجيًّا في السوق والاقتصاد. وقد بدأت بعض ملامح تلك الثقة بعد ثورة 30 يونيو حيث زادت الودائع الدولارية من الأفراد، كما نجح البنك المركزي رغم كل الصعوبات في القضاء على السوق السوداء للعملة الصعبة. تجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ محمد بن زايد قد التقى برئيس الوزراء في 5 أغسطس الجاري، حيث تم خلال الاجتماع استعراض مشروعات التنمية بين الجانبين، كما تم الاتفاق على قيام وفد إماراتي بزيارة مصر لمناقشة التفاصيل الفنية لجوانب المساعدات المختلفة، وهو ما تم بالفعل بزيارة السيد سلطان الجابري والوفد المرافق له.