قال النائب العمالي البريطاني كيث فاز الذي يرأس لجنة الشؤون الداخلية في مجلس العموم البريطاني إنه سيطلب من الشرطة ان توضح المبرر الذي دفعها الى احتجاز صحفي برازيلي عمل مساعدا للصحفي غلين غرينوالد الذي نشر اسرار برامج التنصت الامريكية التي سربها الموظف السابق في وكالة الامن القومي ادوارد سنودن. وقال النائب فاز إنه ينبغي التحقق من وقائع احتجاز ميراندا لمدة تسع ساعات في مطار هيثرو بلندن بالسرعة الممكنة. وكانت الحكومة البرازيلية قد قالت إن احتجاز مواطنها ميراندا عمل "مثير للقلق ولا يمكن تبريره." وجاء في بيان أصدرته الخارجية البرازيلية إنه "لا يوجد مبرر لاحتجاز شخص لم توجه إليه اتهامات تجعل تطبيق القانون (مكافحة الإرهاب) أمرا مشروعا". وأضاف البيان أن البرازيل تتوقع "عدم تكرار هذه الواقعة التي تعرض لها مواطن برازيلي." وكانت الشرطة البريطانية قد احتجزت ميراندا لدى وصوله الى مطار هيثرو في طريقه من برلين الى ريو دي جانيرو حيث يقطن مع غرينوالد. ويقول الصحفي البرازيلي إن الشرطة صادرت هاتفه النقال وحاسوبه الشخصي وبعض شرائح الذاكرة والاقراص المدمجة ومواد اخرى كانت بحوزته قبل ان يتم اخلاء سبيله بعد تسع ساعات. وكان ميراندا قد التقى في العاصمة الالمانية المخرجة الأمريكية لورا بويتراس التي تعمل هي الأخرى على ملفات سنودين مع غرينوالد والغارديان بحسب الصحيفة. وأرسلت الحكومة البرازيلية جنبا إلى جنب صحيفة الغارديان بمحاميين للدفاع عن ميراندا فور احتجازه في مطار هيثرو. "توضيحات" وقالت صحيفة الغارديان - وهي الصحيفة التي نشرت الاسرار التي سربها سنودن، والتي يعمل لديها غرينوالد ومساعده - "خاب أملنا باحتجاز الشرطة البريطانية لمساعد صحفينا الذي نشر مواضيع تتعلق بالاجهزة الاستخبارية لمدة تسع ساعات عند مروره بمطار هيثرو، ونحن نطالب بتوضيحات من السلطات البريطانية." يذكر انه بموجب المادة 7 من قانون الارهاب لسنة 2000 الساري المفعول في بريطانيا، فإن الشرطة مخولة باحتجاز اي شخص في مطارات البلاد لمدة لا تجاوز تسع ساعات يخضع خلالها للاستجواب حول امكانية ان تكون له اي علاقة بالارهاب. ويقول بن أندو مراسل بي بي سي إن هذه السلطة يجب ان تستخدم بشكل مناسب ومتناسب، وهي خاضعة لرقابة جهة مستقلة. وتقول وزارة الداخلية البريطانية إن 97 من حالات الاحتجاز لا تتجاوز مدتها ساعة واحدة. ولكن منظمة العفو الدولية تقول إن الواقعة تكشف أن هذا القانون يمكن إساءة استغلاله في أحوال "الرغبة في الانتقام أو لأسباب تافهة". وقال بيان لشرطة لندن "في الساعة الثامنة وخمس دقائق يوم الأحد الثامن عشر من أغسطس / آب عام 2013 تم احتجاز رجل في الثامنة عشرة من عمره في مطار هيثرو بموجب البند السابع من قانون الإرهاب لعام 2000. ولم يتم إلقاء القبض عليه. حيث أفرج عنه لاحقا في تمام الساعة السابعة عشرة". وقال غرينوالد إن تصرف السلطات البريطانية يرقى إلى كونه عملا من أعمال "التخويف والبلطجة"، وربط بين هذا الإجراء وكتاباته بشأن إدوارد سنودن الذي كشف عن معلومات تخص وكالة الأمن القومي الأمريكي. وقال لبي بي سي "لم يوجهوا إليه سؤالا واحدا حول الإرهاب أو أي شيء له علاقة بمنظمة إرهابية. لقد أمضوا اليوم كله في سؤاله عن التقارير التي كنت وزملائي من صحفيي الغارديان نكتبها بشأن وكالة الأمن القومي الأمريكي". وأضاف "النقطة الرئيسية، هي أنهم يريدون توجيه رسالة إنذار وبلطجة، عبر احتجازه الساعات التسع كاملة". وزاد غرينوالد في حديثه لبي بي سي "لا أفهم كيف لا يدركون أن كل ما يحدث لا يصب إلا في صالح الاتجاه المناقض تماما لما يريدون". طلب من جانبه قال النائب فاز لبي بي سي إن هذه الوقائع تمثل "منعطفا استثنائيا" لهذا الموضوع المتسم أصلا بالتعقيد. وأردف "بالطبع من حق الشرطة ووكالات الأمن مساءلة من تعتقد أنهم يمثلون قلقا يمس المملكة المتحدة. ولكن غير الطبيعي أنهم يعلمون أنه شريك الصحفي غرينوالد ولهذا فمن الواضح أنه ليس المقصود في حد ذاته ولكن شركاءه أيضا". وأضاف "هذا استعمال الجديد لقانون الإرهاب بغرض اعتقال شخص في هذه الظروف. إنني مهتم بالتعرف على هذا وسأتقدم بطلب للشرطة لسؤالها عن المبرر لاستخدام قانون الإرهاب. فلربما يكون لديهم شرح منطقي". وتابع "ولكن إذا كان القانون سيطبق بهذه الطريقة فلا بد أن نعرف على الأقل حتى نكون مستعدين". وبحسب الوثائق التي كشف عنها سنودن، فقد انتهكت وكالة الأمن القومي الأمريكي قوانين الخصوصية وتجاوزت سلطاتها القانونية آلاف المرات خلال العامين الماضيين. وزعمت الوثائق أن مواطنين أمريكيين تعرضوا للرقابة الإلكترونية غير المرخصة. وكشف سنودين، المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكي، وثائق مصنفة باعتبارها سرية للغاية لوسائل إعلام بريطانية وأمريكية. وقد منحته روسيا حق اللجوء.