أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلغاء مناورات "النجم الساطع" العسكرية المشتركة مع مصر، وكان مقررا لها أن تنظم في سبتمبر/ أيلول المقبل، وذلك احتجاجا على مقتل المئات في مصر. وحذر أوباما من أن مصر دخلت "طريقا أكثر خطورة" إلا انه لم يعلن تعليق المساعدات العسكرية السنوية لمصر وقيمتها 1.3 مليار دولار. كما حذر أيضا قائلا " تعاوننا التقليدي مع مصر لن يستمر كما كان في ظل قتل مدنيين". ودعا الرئيس الأمريكي أوباما الحكومة المصرية إلى إلغاء حالة الطوارئ والانخراط في الحوار لأنه هو الوحيد الذي يعيد العملية الديمقراطية إلى مسارها. وجاءت دعوة أوباما بعد يوم من مقتل المئات وإصابة الآلاف إثر فض قوات الأمن اعتصام مؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. " الانقلاب العسكري" في هذه الأثناء، أفادت وسائل إعلام مصرية باقتحام المئات من أنصار جماعة الإخوان المسلمين ديوان محافظة الجيزة. وذكرت تقارير أن مؤيدي الجماعة ألقوا زجاجات المولوتوف الحارقة على المبنى الذي اشتعلت به النيران، وشوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من المبنى. وفي مدينة الاسكندرية، نقلت وكالة رويترز للأنباء عن شهود عيان قولهم إن المئات من أنصار الجماعة خرجوا في مسيرة احتجاجا على ضحايا فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة. وكانت الجماعة قد جددت تعهدها بإسقاط " الانقلاب العسكري". وقال جهاد الحداد، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، في تغريدة عبر صفحته بموقع تويتر "سنظل دائما ملتزمين باللاعنف وسلميين". وأضاف الحداد باللغة الانجليزية "سنضغط حتى نسقط هذا الانقلاب العسكري"، وذلك في إشارة إلى تحرك الجيش في الثالث من يوليو/ تموز لعزل مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان. ومنذ عزل مرسي وحتى أمس، اعتصم أنصاره بمنطقة رابعة العدوية بالقاهرة وميدان النهضة بالجيزة، رافعين عدة مطالب أبرزها إعادة الرئيس المعزول إلى منصبه. واستخدمت قوات الأمن القوة لفض الاعتصامين، وهو ما أعقبه موجة من أعمال العنف والاشتباكات بأنحاء متفرقة من البلاد. مئات القتلى وأعلنت وزارة الصحة الخميس أن إجمالي عدد الضحايا بلغ 525 قتيلا، و3717 مصابا. وبين القتلى 43 من أفراد الأمن، بحسب السلطات المصرية. وأوضح خالد الخطيب، المتحدث باسم وزارة الصحة، أن 202 شخصا قتلوا في أحداث فض الاعتصام في رابعة العدوية، وهو الأضخم بين اعتصامي أنصار مرسي. ولا تزال هناك بعض حالات الوفاة التي لم تتضمنها الحصيلة الرسمية. ويقول مراسل بي بي سي في القاهرة خالد عز العرب إنه شاهد نحو 140 جثمانا في أكفانهم بمسجد الإيمان القريب من رابعة العدوية في مدينة نصر. وتقول جماعة الإخوان المسلمين إن عدد الضحايا تخطى ألفي قتيل. وقد توافد المئات على مسجد الإيمان لاستلام جثث ذويهم. واشتكت بعض أسر الضحايا من أن السلطات رفضت أن تمنحهم شهادات طبية توضح سبب الوفاة. إغلاق المعبر وفي تطور لاحق، أعلنت السلطات إحالة 84 شخصا إلى النيابة العسكرية للمحاكمة بتهم القتل وحرق كنائس. في غضون هذا، أغلقت السلطات المصرية معبر رفح البري مع قطاع غزة، الذي تديره حركة (حماس) الإسلامية. ولم تحدد السلطات المصرية موعدا لإعادة فتح المعبر. وقال مسؤول أمني لبي بي سي إن قرار إغلاق المعبر جاء بسبب الظروف التي تمر بها البلاد.