لاعبون محترفون فى الدورى سابقا وطاقم تحكيم «دولى» ومشجعون بعضهم من روابط الألتراس.. مباراة كرة قدم مكتملة الأركان، شهدها ملعب ميدان نهضة مصر، بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، مساء أمس الأول، على أنغام الهتافات السياسية. وإن كانت مدن القناة سبقت الإخوان فى تنظيم مباريات كرة قدم ضمن فعاليات الاحتجاج السياسى، أثناء خروجها ضد الحظر الذى فرضه عليها الرئيس المعزول مرسى قبل أشهر، إلا أن الإخوان أول من نظموا مباراة يشارك فيها لاعبون محترفون. «جئنا نقول للعالم كله إن المعتصمين سلميون وطرقهم فى التعبير عن آرائهم سلمية، جئنا نقدم فصلا جديدا من باب حضارة المصريين واحتجاجاتهم السياسية، جئنا نقول إن المؤيدين لمرسى ليسوا كلهم من الإخوان لكن بينهم رياضيون ومشاهير».. بهذه الكلمات لخص الرياضى ووكيل اللاعبين المعروف تامر النحاس سبب إقامة المباراة بين المعتصمين فى ميدانى رابعة والنهضة، وأن الفكرة فجرت حماس المعتصمين للقيام بأنشطة كانوا يرون فيها لهوا لا يفيد. أجواء حماسية قبل المباراة وفى أثنائها، فعلى يسار منصة التعليق الداخلى للمباراة وقف مشجعو فريق رابعة يهتفون «من رابعة شمال.. بنهز جبال.. وبأعلى صوت هنقول ونشجع الأبطال»، وفى المقابل على الجهة اليمنى كان ألتراس نهضاوى يقف بلافتاته الضخمة يهتفون «اضرب نار اضرب خرطوش فريق النهضة فريق وحوش». على أطراف ملعب المباراة كان المشهد اكثر سخونة وحماسة بين السيدات المنتقبات بالنقاب الأسود على الطريقة السلفية، وعلى جباههن ربطن شارت خضراء وسوداء مكتوبا عليها لا إله إلا الله، وفتيات تراوحت أعمارهن بين 10 سنوات و25 عاما، وقفن يلوحن بأعلام مصر يشجعن الفريقين تارة، ويهتفن للرئيس المعزول محمد مرسى تارة أخرى. لم يكن هذا المشهد وحده هو غير المألوف بالنسبة لتلك الفئة التى كانت ترى فى كرة القدم «لهوا لا يفيد»، وبعضها كان يعتبر «الكرة لهوا وحرام شرعا». «عمرى ما حبيت الكرة ولا كنت باشاهدها لكن كله يهون من أجل عودة الدكتور مرسى»، بحسب سيدة مسنة جلست تتابع المباراة بحماس شديد. قبيل بداية الشوط الأول من المباراة زادت المفارقات فقبلها بدقائق أخذ الشيخ سيد المغربى بلحيته الطويلة، وجلبابه القصير يطوف الملعب وهو يلوح بعلم مصر وعلامة النصر على طريقة كبار مشجعى كرة القدم محمسا المشجعين، «قوة عزيمة ايمان رجالة مرسى فى الميدان»، و«يلا نهضاوية شدوا حيلكم شوية». المغربى الذى ينتمى لجماعة التبليغ والدعوة يقول عن نفسه «أعمل سائقا على ميكروباص، وكنت من بتوع الأفراح والليالى الملاح والسهرات لحد ما ربنا هدانى وبقيت أروح المساجد مع إخوانا فى التبليغ والدعوة»، مضيفا «نزلت الميدان يوم ما تأكد لى أن الحرب أصبحت ضد الإسلام وشرع ربنا، بعد ما سمعت حلمى النمنم يهاجمنا».