قالت مصادر رفيعة ان اللقاءات التى تجريها وفود أجنبية مختلفة مع مسئولين فى الدولة او مع شخصيات من جماعة الاخوان تسعى «لبناء ثقة بين الأطراف». «النقاشات تسعى إلى الوصول إلى تفاهم سياسى يؤدى الى الإقرار بحقيقة انه لا عودة للماضى مقابل الإدماج فى الحياة السياسية»، يقول مصدر مصرى رفيع فى إشارة إلى عدم إمكانية عودة مرسى إلى المشهد أو الاحتكام إلى دستور 2012 المعطل كما تطالب جماعة الاخوان. الجانب الرسمى المصرى يتحدث عن «رغبة» بل و«تفهم» غربى لعدم الدخول فى تفصيلات المشهد «حتى لا تصور على أنها تدخل خارجى»، لكنه يشير إلى محاولات حثيثة من جانب الغرب لنقاش مباشر مع مرشد جماعة الاخوان محمد بديع وهو الامر الذى قوبل بالرفض أثناء زيارة ممثلة الاتحاد الاوروبى للشئون الإخراجية كاترين أشتون كما نشرت «الشروق» حينها. «كما أبدى البرادعى (نائب رئيس الجمهورية) استعدادا لاتصالات مباشرة مع الاخوان». وبحسب المصادر التى تحدثت ل«الشروق» فان «عملية التفاوض لم تبدأ بعد» وبالتالى لم يتم تحديد شكل المشاركة السياسية المنتظرة الجماعة الاخوان، والسابقة على الانتخابات البرلمانية. وترك احد المسئولين الباب مفتوحا أمام احتمالية مشاركة الاخوان فى لجنة الخمسين لتعديل الدستور «باعتبارهم أحد فصائل المجتمع». ويستدرك «لكننا لم نصل الى مرحلة الدعوة وكل هذا كلام مبدئى». «العبء الان على جماعة الاخوان لتقديم شىء يثبت انهم غير مُصرين على تفجير الوضع وحمل السلاح وان الشرعية التى يتحدثون عنها لم تعد موجودة بنزول هذه الاعداد فى الشوارع»، يضيف مصدر رسمى. وحسب ما علمت «الشروق» فإن أشتون ومن بعدها مساعد وزير الخارجية الامريكى وليم بيرنز شجعا الاخوان ومؤيديهم على الادلاء «بتصريحات إيجابية» ضمن إجراءات بناء الثقة هذه. وسجل الاخوان قدرة «محدودة للغاية للتكيف مع الواقع الحاصل»، يقول المصدر. وخلال لقائه بالفريق السيسى أعرب بيريز نائب وزير الخارجية الامريكى عن قلق واشنطن من عدم استقرار الأوضاع فى مصر وانتشار العنف، وطالب بعدم اللجوء الى العنف او إستخدام القوة فى فض اعتصام مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى. ورفض الفريق اول السيسى التدخلات فى الشأن الداخلى مؤكدا أن المؤسسة العسكرية تنفذ إرادة الشعب المصرى وأن قياداتها تعمل بمنتهى الحيادية. واضاف السيسى ردا على موقف القوات المسلحة من قيادات النظام المعزول أن الجيش ليس له علاقة بالسلطة القضائية لأن مصر بلد مؤسسات، مؤكدا أن الخارجين على القانون سيواجهون بكل حسم وحزم وأختتم قائلا فى هذا الإطار: المجتمع الدولى لن يسجل خطأ واحد على الجيش المصرى. وأضاف السيسى لن يكون هناك ملاحقة للمؤيدين للرئيس السابق الراغبين فى ترك اعتصام رابعة العدوية، معربا عن غضبه من تغيير الحقائق ومحاولات تشويه الجيش المصرى بجرائم ضد المصريين دون أساس. وأكد السيسى لبيريز ان مصر ترفض الإملاءات الخارجية والضغوط الأجنبية لن تجدى لأن الجيش المصرى نفذ إرادة المصريين الذين أذهلوا العالم بديمقراطتيهم.