ربما لم يكن لمسلسل «القاصرات» أن يثير كل تلك الضجة لولا استعانته بأطفال بالفعل لتجسيد أدوار الزوجات، غير أن إقناع أصغر زوجات فى الدراما المصرية بالدور لم تكن مهمة سهلة. تقول الطفلة ملك أحمد زاهر، التى تجسد دور الزوجة الثانية لعبدالقوى إنه عندما عرض سيناريو المسلسل عليها قرأته، لكنها رفضته هى ووالداها، وذلك خوفا من رد فعل الجمهور على الدور الذى تقوم به لصغر سنها، وجميعا توقعنا كثرة الانتقاد الذى يوجه لنا. وأضافت ملك أن المخرج مجدى أبوعميرة تحدث مع والدى وأقنعه بأن المسلسل يناقش قضية مهمة، وهى زواج القاصرات اللاتى لا يبلغن من العمر 14 عاما، والأضرار التى تقع عليهم من الزواج المبكر. وأشارت ملك إلى أن اختيار صغار السن جاء لأن الفنانات الكبار لا يصلحن للقيام بهذا الدور لأنه كيف يحكى المسلسل عن القاصرات وتقوم فنانة كبيرة بتجسيد الدور، فالدور تطلب أطفالا فى سن محددة، وقالت إن والدتها لم تقم بتوجيهه للقيام بالدور، ولكنها قامت بمساعدته فى حفظ السيناريو فقط. وقالت ملك «كنت خجولة جدا من تصوير هذه المشاهد ولكن معظم مشاهدى مع الفنان صلاح السعدنى كانت تعتمد على خفة الظل فقط»، كما أعربت عن إعجابها الشديد باللهجة الصعيدية وتعلمها وكذلك تعامل الفنان صلاح السعدنى وداليا البحيرى معهن خلال التصوير. وعن أصعب المشاهد التى قامت بتصويرها فى المسلسل، قالت «هو مشهد الاعتداء عليها من جانب عبدالقوى عندما أصيبت فى رأسها مما جعلها تتعرض للنزيف بدرجة كبيرة»، وأضافت «كنت خائفة من هذا المشهد كثيرا وكأنه يبطحنى بالفعل». أما الطفلة مى الغيطى، التى تقوم بتجسد دور إحدى زوجات صلاح السعدنى فى المسلسل، فتقول إن اصعب المشاهد التى مرت بها كان مشهد الضرب المبرح من عبدالقوى لها والذى أدى الى خلع أحد ضلوعها، وبعد أن تم الانتهاء من تصوير المشهد وجدها الجميع تدخل فى بكاء هستيرى بسبب الألم الذى تعرضت له. وأشارت الغيطى إلى أن أسرتها لم تعارض قيامها بالمشاركة فى المسلسل بعد أن علمت الدور الذى تقوم به، لكنهم كانوا خائفين من نظرة الجمهور لى بعد عرض المسلسل، وعندما علمت بالقضية التى يتناولها المسلسل تشجعت له كثيرا لأنه يناقش قضية من أهم القضايا فى الصعيد وخاصة فى ظل الدعوات التى ظهرت بالبرلمان السابق من دعوات للسماح للفتيات بالزواج فى سن صغيرة. ورأت مى الغيطى أن تجسيد فنانات كبار لهذا الدور كان سيعتبر خداعا للمشاهد لأن الدور يتطلب سنا صغيرا، وتعلم اللهجة الصعيدية يعتبر من أصعب المواجهات التى واجهتنى أثناء التصوير. فيما قالت منة عرفة، التى تجسد دور إحدى زوجات عبدالقوى، إلى أن الفنانات الكبار لا يستطعن القيام بدور القاصرات لأنهن إذا قمن به فسوف يشعر المشاهد بأنهن يخدعنه، ولكن كان لابد أن ينطبق معنى القاصرات على القائمين عليه. وأشارت منة إلى أن أسرتها فى البداية اعترضت على الدور خشية أن ينظر لها الجمهور على نحو غير لائق، لكن بعد أن رأت أن القضية التى يتناولها المسلسل مهمة للغاية وخاصة أنها قائمة بالفعل فى المجتمع فى الوقت الحالى، غيرت أسرتى موقفها لأن هذا الدور مفيد أيضا لمستقبلى الفنى.