أكدت الدكتورة سعاد صالح أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر أن ما يحدث الآن من قتل المسلم لأخيه المسلم بدعوى الجهاد ما هو إلا إرهاب واضح يخرج تماما عن تعاليم الاسلام، وأن الخطاب الدينى الحالى يغذى العنف ويحرض على الكراهية. • كيف تقرئين المشهد الحالى فى ظل أحداث العنف بدعوى الجهاد فى الشهر الكريم؟ أولا الجهاد فى الاسلام لا يكون إلا ضد العدو المغتصب لأرض مسلمة من خارج الوطن، أما دعاوى الجهاد داخل الوطن بسبب اختلاف الرؤى والأفكار بين المسلمين واستباحة بعض الأطراف دماء المسلمين، فيقتل المسلم أخاه المسلم، فهذا يعد ارهابا واضحا، وعلينا جميعا التصدى له. ما يحدث الآن هو اختطاف حقيقى للإسلام ومبادئه من قبل مجموعة مسيئة إلى الإسلام قولا وفعلا، هذا يعد من باب الاعتداء على حدود الله سبحانه وتعالى، وكان المفروض أن تبتعد الشرعية التى أتت عن طريق الانتخابات عن التزوير والغش، بدلا من أن يحدث هذا الانتقام غير المسبب بمجرد عزل حاكم غير كفء. الحاكم فى الاسلام هو الإمام الصالح الذى يقود أمته إلى النجاج والفلاح والنماء، وبالتالى لابد أن يكون لديه من المقومات الشخصية ما يؤهله إلى ذلك، وليس أى شخص يطلق لحيته، أو يصلى فى المسجد، يكون لديه من الكفاءة والخبرة لإدارة الدولة. وعلى الحاكم احترام مؤسسات الدولة، وألا يتخلى عن مطالب شعبه ويخدع نفسه بالمحيطين به، وإذا فشل فى تحقيق ذلك، فلابد من تركه للمنصب، ويجوز خروج شعبه عليه لإسقاطه، استنادًا لقول سيدنا أبو بكر «إن أحسنت فأعينونى، وإن أسأت فقومونى»، باعتبار ان وجوده يؤدى الى تراجع الأمة. • ما هو تأثير استخدام بعض المساجد فى الدعاية السياسية لبعض الأحزاب أو التيارات المختلفة؟ هذا يعد اعتداء على حرمة المساجد والمهمة المخصصة لها من عبادة وتعليم، أما الدعاية السياسية من خلال المساجد والتى تخضع لأحزاب وتيارات بعينها ليس مكانها المساجد، ففى عهد الرسول عليه الصلاة والسلام كان يستقبل الوفود لخير الأمة وليس للدعاية السياسية، وعلى وزير الأوقاف الجديد أن يخضع المساجد للرقابة الشديدة وخاصة مساجد القرى والنجوع والزوايا الصغيرة ولابد أن يكون هناك تفتيش دائم. • هل للخطاب الدينى تأثير على الأوضاع السياسية وأحداث العنف التى تشهدها البلاد ؟ الخطاب الدينى الذى نعايشه الآن ونسمعه، لا ينفع الناس بل يضرهم، للأسف الشديد أصبح الخطاب الدينى وسيلة لتغذية العنف والتحريض على الكراهية بين المسلمين وبعضهم، فكل إمام يستخدم خطبته لدعوة المسلمين لانتهاج أفكاره السياسية وانتماءاته الدينية، فأصبحنا نجد خطيب يكفر أطراف أخرى، أو يدعو للتصويت لصالح مرشح ينتمى لتيار اسلامى، فكل هذه الخطب، تؤدى الى الفرقة والانقسام بين أبناء الوطن. • ما دور مؤسسة الأزهر فى هذا الشأن؟ المفترض أن مؤسسة الأزهر لها حق الإشراف على الدعاة وتعليمهم وتوجيههم علميا، أما الأوقاف فدورها الإشراف عليهم ماديا من حيث توفير مكتبات خاصة وخدمات إنترنت والزى اللائق والحياة المعيشية اللائقة حتى لا يخضع أحد للابتزاز الفكرى المغالط.