رأت الصحف الأمريكية أن زيارة نائب وزير الخارجية ويليام بيرنز أمس الأول للقاهرة أنها بمثابة تغيير فى لهجة إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إزاء الأزمة فى مصر، أما زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى تهدف إلى قيام دول حليفة مثل السعودية والإمارات والكويت للضغط على مصر من أجل التأكيد على مبادئ الديمقراطية التى تؤمن بها واشنطن وضمان قيام السلطة الحاكمة الجديدة فى مصر ب«عملية انتقالية سريعة وحكومة مدنية». وذكرت وول ستريت جورنال أن جولة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إلى منطقة الشرق الأوسط التى بدأها الاثنين الماضى الهدف منها فى الأساس دفع العملية الانتقالية فى مصر سريعا، وكان كيرى قد توجه الاثنين الماضى إلى الأردن فى سادس جولة له فى المنطقة حيث يسعى إلى إقناع الإسرائيليين والفلسطينيين باستئناف محادثات السلام.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية جنيفر بساكى إن كيرى سيلتقى اليوم (الأربعاء) فى عمان وفدا من جامعة الدول العربية والعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى ووزير خارجية الأردن ناصر جودة «لاستعراض قضية السلام فى الشرق الأوسط» والتباحث فى الوضع فى كل من مصر وسوريا.
وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن كيرى سيبحث التصدعات التى ظهرت بين الولاياتالمتحدة وأقرب حلفائها فى الشرق الأوسط، بسبب الأزمة فى مصر وهم المملكة العربية السعودية، ومملكة الإماراتالمتحدة، والكويت.
وكانت إدارة أوباما قد هددت مصر علنا بقطع المعونة العسكرية السنوية التى تقدر ب2،1 مليار دولار إذا لم يلتزم العسكريون بتشكيل حكومة مدنية كما ضغطت الولاياتالمتحدة على القيادة المصرية الجديدة بضرورة انضمام الإخوان إلى الحياة السياسية.
وبعد التهديد الأمريكى سرعان ما عرضت كل من السعودية، والكويت والإمارات قائمة مساعدات اقتصادية عاجلة وصلت إلى 12 مليار دولار إلى مصر. وقال مسئول فى الخارجية الأمريكية للصحيفة رفض الإفصاح عن هويته إن زيارة كيرى لا تهدف إلى وجود ضغط عربى على مصر وإنما تهدف إلى التأكد من اتباع مصر القيم والمبادئ التى يجب أن تتبعها مصر قائلا: «الإدارة الأمريكية تريد عملية انتقالية سريعة وحكومة مدنية».
ونقلت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية عن ويليام بيرنز بعد اجتماعه مع أعضاء الحكومة الانتقالية الجديدة أمس الأول، «إن الولاياتالمتحدة ملتزمة بمساعدة مصر فى إنجاح الثورة الثانية وتحقيق مطالبها».
وأضاف بيرنز «لست ساذجا. أعلم أن بعض المصريين لديهم شكوك حيال الولاياتالمتحدة، وأعلم أن الأمر ليس سهلا».
وترى الواشنطن بوست أن لهجة بيرنز تؤكد تحول الموقف من قبل الإدارة الأمريكية فى التعامل مع الوضع الراهن فى مصر خلال الأسبوعين الماضيين من توجيه تحذير ضد خلع رئيس منتخب ديمقراطيا إلى الوقوف بكل ثقلها وراء مؤيدى الثورة.
وتابعت الصحيفة أن تعامل ممثلى الجماعات التى قادت الثورة الشعبية ضد مرسى وأيضا حزب النور السلفى على حد السواء مع بيرنز بطريقة غير ودية، جاء تأكيدا على الموقف الصعب الذى تواجهه الولاياتالمتحدة. وأوضحت الصحيفة أن رفض الإدارة الأمريكية وصف عملية خلع مرسى بأنها انقلاب أثار غضب جماعة الإخوان المسلمين التى تتهم واشنطن بالتواطؤ فى عملية الإطاحة به. ولفتت الواشنطن بوست إلى أن بيرنز دعا إلى حوار جاد بين مؤيدى ومعارضى الرئيس المخلوع محمد مرسى لإعادة استقرار البلاد.
من جهتها، أكدت الجارديان البريطانية أن زيارة بيرنز إلى القاهرة تشير إلى دعم واشنطن للعملية الديمقراطية فى مصر، ونقلت قوله عنه خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده أمس الاول إن بلاده تدعم «عملية تحول ديمقراطية كاملة ودون تحيز إلى طرف دون آخر» وحث على الإفراج عن المعتقلين السياسيين فورا.
وجاءت زيارة بيرنز إلى مصر بينما كان يحتشد أنصار الرئيس المعزل محمد مرسى فى شارع رمسيس وتحولت المسيرة إلى أعمال عنف وقامت قوات الأمن بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع وقام المتظاهرون بقطع الطريق وإلقاء الطوب على الشرطة.
وانتهت زيارة بيرنز أمس وكان من المقرر أن يلتقى زيارته عددا من رجال الأعمال وقيادات الجمعيات الأهلية والمجتمعية، ونفت جماعة الإخوان المسلمين ترتيب أى لقاءات بين أعضائها أو قياداتها مع بيرنز وهو الأمر الذى أكدته الخارجية الأمريكية.
واختتمت الجارديان تقريرها موضحة أن الخارجية الأمريكية قد أعلنت قبل وصول بيرنز إلى القاهرة أنه سيدفع باتجاه عملية انتقال ديمقراطى شامل، ولا يغفل أيا من الأطياف السياسية المصرية.
قناة بى بى سي الامريكية:مستقبل الإخوان ..العودة للعمل السرى أم مواجهة الدولة
نيويورك تايمز : الديمقراطية والإسلام السياسى لا يجتمعان
صحيفة تركية : خطة طريق تركية للتحول الديمقراطى فى مصر
استياء مصرى شديد من تكرار تصريحات المسئولين الأتراك بشأن مصر