وجهت نيابة شرق القاهرة الكلية، أمس، ل650 متهما فى أحداث دار الحرس الجمهورى تهم محاولة اقتحام منشآت عسكرية والاعتداء على رجال الشرطة والقوات المسلحة، فيما اتهم عدد من المصابين قوات الشرطة ببدء الهجوم عليهم، ومحاصرتهم أمام دار الحرس الجمهورى. وواصلت النيابة، برئاسة المستشار مصطفى خاطر المحام العام للنيابات، ومن خلال فريق يزيد على 40 عضوا من نيابات شرق القاهرة، أمس، التحقيق مع المتهمين فى الأحداث التى راح ضحيتها 54 مواطنا وأكثر من 322 مصابا.
وكشفت معاينة النيابة لضحايا الاشتباكات أن 50 ضحية أصيبوا بطلقات نارية حية فى الرأس والصدر فيما أصيب 4 ضحايا بطلقات خرطوش فى أماكن متفرقة من الجسد، وصرحت النيابة بدفنهم، بعد العرض على الطب الشرعى لتشريحها وإعداد التقارير الطبية حول أسباب وطريقة الوفاة.
فيما طالب أشرف هلالى مدير نيابة مصر الجديدة المباحث بإجراء التحريات للكشف عن هوية 8 جثث لأشخاص مجهولين.
واستمع المستشارون محمد البشلاوى وسامح عصام ومحمد الخولى، رؤساء نيابة شرق القاهرة، لأقوال 286 مصابا، وقال عدد منهم إن الأحداث بدأت فور الانتهاء من صلاة الفجر، وإنهم فوجئوا بقوات شرطة قادمة تجاههم، وأنها حاصرتهم ولم تترك لهم سوى طريق واحد للهروب، يمر أمام مقر الحرس الجمهورى، مضيفين أن الشرطة ألقت كميات كبيرة من القنابل المسيلة للدموع ووقع عدد كبير من المصابين على الأرض، وعندما حاولوا نقلهم للمستشفى الميدانى، فوجئوا بإطلاق أعيرة نارية بشكل مكثف وسط سحابة كبيرة من أدخنة قنابل الغاز. وأضاف المصابون أنهم اضطروا إلى الهروب تجاه مقر دار الحرس الجمهورى، فظن أفراد الحرس أنهم وراء إطلاق النار وأنهم يحاولون اقتحام المقر، لذا فتحوا النيران عليهم، وأشاروا إلى أنهم أثناء هروبهم من شارع الطيران طاردتهم سيارات تابعة للداخلية، حتى منتصف الشارع تقريبا، ولم ينقذهم من الأمر سوى العشرات من متظاهرى رابعة العدوية، الذين خلعوا حجارة الرصيف ووضعوها فى منتصف الطريق لإعاقة تقدم السيارات. وأشار المصابون إلى أنهم شاهدوا عددا من القناصة أعلى أسطح مبنى القوات الجوية، القريب من المكان.
واتهم المصابون الرئيس المؤقت ووزيرى الدفاع والداخلية بالتحريض على قتلهم، نافين انتماءهم لجماعة الإخوان أو لحزب الحرية والعدالة.
فيما قال عدد آخر من المصابين أن الاشتباكات وقعت أثناء تأدية صلاة الفجر، و«خلال دعاء القنوط، فى الركعة الثانية، فوجئوا أن الإمام توقف للحظات عن إكمال الدعاء، ثم ظل يكبر فى الميكروفون وأسرع إلى إنهاء الصلاة، وفى تلك الأثناء سمعوا صوت إطلاق أعيرة نارية، وفور الانتهاء من الصلاة فوجئوا بهجوم من قوات الشرطة»، كما اتهم مصابون القوات المسلحة بالتعدى عليهم أثناء الصلاة، مشيرين إلى أن اعتصامهم كان سلميا ولم يقدموا على أى أعمال عنف أو اقتحام دار الحرس الجمهورى.
من جانب آخر، أمر إبراهيم صالح، رئيس نيابة القاهرة الجديدة، بانتداب المعمل الجنائى لمعاينة الحريق الذى نشب فى مبنى شركة النيل للطرق والكبارى أثناء الاشتباكات لمعرفة أسبابه والوقوف على حجم الخسائر وحصر التلفيات، بعد أن كشفت المعاينة المبدئية احتراق الدورين الثالث والرابع باستخدام المولوتوف وزجاجات البنزين.
فى المقابل، قالت التحريات المبدئية إن عددا من المعتصمين أمام مقر دار الحرس الجمهورى أطلقوا النيران على القوات المكلفة بتأمين الدار وحاولوا اقتحامه، ما استدعى تدخل قوات الشرطة والجيش، مشيرة إلى أن بعض المعتصمين تسلقوا المبانى المجاورة لدار الحرس وأطلقوا النيران وألقوا حجارة وكتلا خرسانية على القوات، وأن الذين حاولوا اقتحام دار الحرس الجمهورى كانوا يحملون أسلحة نارية حية، وخرطوشا