مكانة خاصة لميدان التحرير عند الباعة الجائلين، الذى شهد التجمعات والاعتصامات. واقبال عدد كبير منهم فينتشر باعة الاعلام والرايات والقبعات التى تحمل اعلام مصر وصور رموز المعارضة والجيش عند مداخل الميدان. بينما تنتشر على جانبى الميدان عربات الكشرى والفول والمشروبات «تمر هندى، عرق سوس، سوبيا، حمص الشام، حاجة ساقعة»، وجلس البعض الآخر يضع امبوبة غاز وموقدا صغيرا ليبيع الشاى والمشروبات الساخنة.
الإقبال غير مسبوق على المشروبات الباردة فالحرارة مرتفعة، الجميع فى حاجة الى مرطبات، الاسعار تفوق المعتاد بقليل ولكن لا توجد اعتراضات من المشترين.
«موسم يا بيه كل سنة وانت طيب ما تدقش معانا عايزين ناكل عيش العلم الصغير ب 5 جنيه والكبير ب 20 والطاقية ب7 ونص، ولو هتشترى ليك انت والاستاذ والمدام هبعلك بسعر الجملة» هكذا قال محمود بائع الاعلام وسط انتشار كثيف جدا لبائعى اللافتات، مؤكدا ان توقف مسابقة الدورى العام لفترات طويلة وابتعاد الجماهير عن المدرجات تسبب فى «وقف حال» له وللعديد من زملائه، ويستغل محمود ايام الثورة فى تعويض بعض خسائره خاصة وانه لا يملك اى مهنة غير بيع الاعلام التى ورثها عن والده وجده.
تحول الميدان الى مصدر رزق للغلابة والباعة الجائلين، كما ان فروق الاسعار للسلع فى الميدان تجعل هؤلاء الباعة يتمسكون بالبيع فى الميدان عن غيره فالأسعار داخل الميدان اعلى من الأيام العادية، وهو ما يحقق ربحا عاليا لهم.
«يا بيه احنا ملناش دعوة بالسياسة احنا بندور على رزقنا ورزق عيالنا، وبعدين احنا معرضين فى اى وقت للأذى زى ما حصل من يومين فوقنا على كوبرى اكتوبر، وده برضه ليه تمنه فمش جريمة انى ازود كوباية العرق سوس نص جنيه»، عم احمد بائع العرق سوس غضب بشدة بعد سؤاله عن السبب فى زيادته لاسعار العرق سوس وهل يقوم باستغلال معاناة الناس من الحر الشديد، مؤكدا انه لم يستغل احدا ولكنه مقابل طبيعى لوقوفه فى منطقة خطرة ومن الممكن ان يتم ايذاؤه بين الحين والآخر.