حاتم الجهمى ومحمد خيال وأحمد عجاج: نفى مصدر عسكرى ما تردد على بعض المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعى عن مقتل أحد المتظاهرين من مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى، أمام دار الحرس الجمهمورى، على يد قوات الجيش، مؤكدا أن الخبر غير صحيح والغرض منه بث روح الخوف فى نفوس الشعب المصرى، وإثارة الفتنة.
وقال المصدر ل«الشروق» إن مؤيدى الرئيس المعزول تظاهروا، صباح أمس، أمام دار الحرس الجمهورى وألقوا زجاجات مولوتوف حارقة على الدار، فردت عناصر وزارة الداخلية مع قوات الجيش بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات تحذيرية فى الهواء.
وأكد المصدر أن القوات المسلحة تتجنب اتخاذ أى إجراءات تعسفية ضد أى فصيل أو تيار سياسى، مشيرا إلى أن القوات المسلحة ملك لكل المصريين دون تفرقة مطالبا كافة المصريين بالتسامح والتصالح ونبذ العنف والعمل على دفع قاطرة الثورة للإمام ولتحقيق أهدافها.
وشدد على أن القوات المسلحة هى جيش الشعب وسيفه ودرعه ضد الأعداء والإرهاب والتطرف، مضيفا أن قوات التأمين بمحيط دار الحرس الجمهورى تقوم بالتأمين، ولم تعتد على أحد وأنها تؤمن أرواح المتظاهرين السلميين و»الدليل على ذلك أن رجال المنطقة المركزية العسكرية المتمركزة أمام الدار وزعت مياه الشرب على المتظاهرين المؤيدين للرئيس المعزول».
كان عشرات الآلاف من المحتشدين أمام دار الحرس الجمهورى أعلنوا عن نيتهم الدخول فى الاعتصام لحين تسليم مرسى وعودته إلى الحكم، والإفراج عن قيادات الجماعة ومحاكمة كل من تسبب فى إراقة الدم المصرى.
ووقعت اشتباكات بين أنصار مرسى وقوات التأمين من الجيش والشرطة المكلفة بتأمين دار الحرس، حيث حذرت القوات المتظاهرين من النزول إلى نهر الطريق، إلا أن عددا منهم محاول الاقتراب من القوات، ما أضرت معه القوات إلى إطلاق طلقات تحذيرية فى الهواء لتفرقتهم، ومع عدم استجابتهم استخدمت طلقات الخرطوش وقنابل الغاز المسيل، ما أسفر عن وقوع عدة إصابات ما بين اختناق وخرطوش وحالة وفاة واحدة نتيجة ارتطام جسم صلب بالجمجمة وهبوط حاد بالدورة الدموية، حسبما أكد أحد المسعفين ل«الشروق».
فيما أكد متظاهرون أن قوات الجيش المدعومة بعناصر من الداخلية بزى مدنى، والمدرعات أطلقت قنابل الغاز، وطلقات الخرطوش صوب المتظاهرين فور وصولوهم أمام بوابات الدار، التى كانت مغلقة بمجموعة من مدرعات الجيش والداخلية.
وأضافوا أن أحد الشباب يحمل صورة للرئيس المعزول محمد مرسى تقدم ليضع الصورة على الأسلاك الشائكة، لكن أحد الضباط بالزى المدنى أطلق الرصاص عليه ليرديه قتيلا، ما تسبب فى هياج وسط المتظاهرين، قبل أن تأتى مسيرات دعم من ميدان رابعة العدوية، لتطلق القوات وابلا من قنابل الغاز وطلقات الخرطوش أدت إلى وقوع العشرات من المصابين، الذين نقلهم قائدو السيارات، المارة فى طريق صلاح سالم، الى المستشفيات المجاورة قبل أن تأتى سيارات الإسعاف، كما أقام المتظاهرون مستشفى ميدانى صغير بالقرب من مكان الاحداث لإسعاف المصابين الذين تنوعت إصاباتهم بين اختناقات بسبب الغاز، وإصابات فى العين والأطراف والصدر جراء إطلاق طلقات الخرطوش.
وفور توافد الحشود حلقت مروحيتان تابعتان للجيش على ارتفاع منخفض للغاية أعلى المتظاهرين، ما تسبب فى حالة من الفوضى فى صفوفهم قبل أن يرفع أحذيتهم فى مواجهتها هاتفين «يسقط السيسى.. مرسى هو رئيس»»، و«الشعب يريد إعدام السيسى بتهمة الخيانة».
وعلى أحد جانبى طريق صلاح سالم جلس أحد شباب الإخوان يبكى بحرقة قائلا «والله كان واقف جنبى يا ناس قبل ما يموت»، فى إشارة الى الشاب الذى قتل، بينما تجمع حوله العشرات لتهدئته قائلين «ما جئنا إلى هنا إلا لنصرة الحق ونيل الشهادة وليس الهروب منها». وخلال الكر والفر انطلق المئات يهتفون فى فرحة عارمة وهم يرددون «الجيش أقال السيسى» قبل أن تتضح أنها شائعة.
فى حين طالب مجموعة من المتظاهرين بتحديد مهلة زمنية، إن لم يتم خلالها الافراج عن الرئيس المعزول، الذى يعتقد أنه داخل الدار، سيتم اقتحامها.