قرر البرلمان الأوروبي تجريد النائبة الفرنسية مارين لوبان، زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي اليميني، من الحصانة البرلمانية وذلك تمهيدا لمقاضاتها في فرنسا. وكان الادعاء الفرنسي قد أقام دعوى ضد لوبان عام 2011، بعد أن أدلت بتصريحات شبهت فيها صلاة المسلمين في شوارع فرنسا بالاحتلال النازي للبلاد ابان الحرب العالمية الثانية.
ووجه الادعاء إلى لوبان تهمتي اثارة الكراهية والتمييز ضد المسلمين.
وجاء قرار البرلمان الأوروبي نزولا عند طلب تقدم به مكتب رئيس الإدعاء في مدينة ليون الفرنسية، وهي المدينة التي ألقت لوبان فيها كلمة وسط أنصارها قالت فيها إن منظر المسلمين وهم يؤدون الصلاة في الشوارع يشبه الاحتلال النازي.
وقالت لوبان في كلمتها تلك - والتي نقلها الإعلام الفرنسي - إن "فرنسا تشهد المزيد والمزيد من الحجاب، ثم المزيد والمزيد من البرقع، ثم جاءت بعد ذلك ظاهرة الصلاة في الشوارع. اسمحوا لي، ولكن الكثيرين ما زالوا يحبون التحدث عن الحرب العالمية الثانية والاحتلال النازي، فدعونا نتكلم عن الاحتلال لأن هذا هو بالضبط ما يحصل اليوم. صحيح، ليست هناك دبابات أو جنود، ولكنه احتلال مع ذلك ويلقي بظلاله الثقيلة على الناس."
وكانت لوبان قد فازت ب 17,9 بالمئة من مجموع الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في فرنسا العام الماضي.
وكانت فرنسا قد حظرت إقامة الصلاة في الشوارع في عام 2011، استجابة لاحتجاجات اليمين المتطرف، وفي نفس السنة أصبحت فرنسا أول بلد أوروبي يحظر ارتداء النقاب الإسلامي.
وتشير بعض الإحصاءات إلى أن ستة ملايين فرنسي مسلمون (أي عشرة بالمئة تقريبا من مجموع السكان) ينحدر معظمهم من مستعمرات فرنسا السابقة في شمال أفريقيا.
ودافعت لوبان في تصريحات أدلت بها الثلاثاء لاحدى الإذاعات الفرنسية عن التعليقات المنسوبة لها قائلة إنها جردت من حصانتها "لأنها منشقة"، مضيفة أنها "ليست خائفة من الإجراء، بل محتقرة له."
ووصفت التحرك القائم ضدها بأنه "ترهيب"، وقالت إنها "تجرأت على البوح بما يفكر فيه الفرنسيون كافة."
ومارين لوبان ابنة الزعيم اليميني جان ماري لوبان الذي أدين مرات عدة بالعنصرية.