لحظات مرت، ونحن نشاهد اشتباكات المتظاهرين من شرفة منزلى.. ففوجئت بابنتى تسقط على الأرض وتصرخ: الحقنى يا بابا بطنى».. بصوت حزين، وعيون باكية، روى والد الشهيدة، ناردين لويس حنا، 22 عاما، التى لقيت حتفها بالرصاص وهى تطل من شرفة منزلها على اشتباكات سيدى جابر الجمعة الماضية، وشيعت جنازتها، أمس، بعدما لفظت أنفاسها الاخيرة داخل غرفة العناية المركزة بالمستشفى الرئيسى الجامعى. كانت ناردين ترصد الأحداث، من شرفة منزلها المواجهة لمحطة قطار سيدى جابر ، وعلى بعد عشرات الأمتار منها ترى مقر جماعة الإخوان وأنصارها الذين كانوا يدافعون عنه.
ناردين الضحية الخامسة لأحداث اشتباكات سيدى جابر، تخرجت فى كلية التجارة العام الماضى ونظرا لإصابة والدتها بشلل نصفى منذ 16 عاما وسفر شقيقاتها إلى الخارج وكبر سن والدها الذى يبلغ من العمر سبعين عاما حتمت الظروف عليها مرافقته.
«الشروق» ذهبت إلى منزل الشهيدة ناردين والتقت بأسرتها، ليروى القصة والدها لويس حنا، 70 سنة، قائلا: «كانت الساعة الثالثة والنصف عصرا من يوم الجمعة الماضى، ناردين كانت داخل غرفتها بينما كنت أقف بشرفة المنزل ووجدت الاشتباكات فناديت عليها من أجل المشاهدة».
ويتابع: «ناردين أسرعت لمشاهدة ما يحدث وكان وقتها المعارضون تحت منزلنا مباشرة يحاولون الذهاب إلى الناحية الأخرى الموجود بها الإخوان الذين كانوا يقذفون عليهم طلقات خرطوش».
ويضيف: «ما هى إلا لحظات ونحن نشاهد الاشتباكات، ففوجئت بابنتى تسقط على الأرض قائلة»: «الحقنى يا بابا بطنى، حيث كانت الدماء تنزف بغزارة من يدها وبطنها، يستغيث الأب بجيرانه فيهرولون لنجدته».
بالقرب من النافذة وجدوا فارغ الطلقة التى أصابت يدها ونفذت منها إلى بطنها، تحفظوا على الطلقة لحين وصول سيارة الإسعاف التى حضرت وحرص مسعفوها على أخذ الرصاصة دون إبداء الأسباب». والدة ناردين المصابة بشلل نصفى أصيبت بصدمة كبيرة منذ وفاة ابنتها التى تقوم على رعايتها، أمسكت والدتها بصورتها وهى تبكى وتقول: «عروستى ماتت». تلقفت خالة ناردين الكلمة قائلة: «كان ستتم خطبتها قريبا وبدل من أن تفرح بها إذا بها تودعها إلى مثواها الأخير».