فى السادس عشر من مايو عام 1984، وقف مايكل جاكسون لالتقاط صورة مع الرئيس الأمريكى دونالد ريجان فى احتفال أقيم فى البيت الابيض، فى إطار حملة لمكافحة «شرب الكحوليات أثناء القيادة على الطرق السريعة». وبعد ثلاثة أيام من الحفل طلبت الشركة التى تدير أعمال جاكسون من مكتب الرئيس الأمريكى خطاب شكر على جهود ملك البوب فى الأنشطة الخيرية التى يشارك فيها مع البيت الأبيض وذلك للنشر فى مجلة بيل بورد الأسبوعية بجانب صورة جاكسون مع الرئيس ريجان. وفى ذلك الوقت قام مكتب الخطابات بالبيت الأبيض بكتابة مسودة للخطاب، وعرضتها على مرشح ريجان لوزارة للمحكمة العليا جون حى روبرت، وجاء فى الخطاب النص التالى: «عزيزى جاكسون، زيارتك إلى البيت الابيض كانت أمرا مثيرا لنا جميعا، وحتى الان مازال الموظفون فى حالة سعادة بسبب مساهمتك فى أعمالنا الخيرية حتى إن بعض أفراد طاقمى يتحدثون عن الحصول على تذاكر جميع حفلاتك خلال هذه الصيف. وأريد أن أقول أن الجوائز الفنية التى حصلت عليها العام الماضى لم تعكس فقط إبداعاتك الفنية ونجاحاتك المتتالية ولكن عكست أيضا مساهمتك فى المبادرات الخيرية التى قمت بها حول الولاياتالمتحدة لخدمة مجتمعك ودعم الخطط الرامية لتحسين أوضاع الشعب الأمريكى، وأريد أن أحثك على أن تستمر فى ذلك وتبذل شتى الجهود الممكنة كى توعى شبابنا بخطورة شرب الكحوليات أثناء القيادة» أنا ونانسى زوجتى نبلغك تحياتنا الحارة وشكرنا لك وتمنياتنا بمستقبل ملىء بالنجاحات والسعادة رونالد ريجان رئيس الولاياتالمتحدةالامريكية وعندما تسلم جون جى روبرت مسودة الخطاب لإقرارها، أبدى اعتراضه الشديد ورفض فكرة الخطاب من الأساس وقال فى رده على مكتب خطابات البيت الأبيض «أعترف أننى لست من هواة سماع موسيقى البوب، وهذه ليست المشكلة، ولكن هذا يكفى، يكفى جدا، لقد سئمت من ذلك، فمكتب خطابات الرئيس الأمريكى ليس جزءا من شركة العلاقات العامة التى تروج لمايكل جاكسون، ويكفى مجلة بيل بورد أن تأخذ صورة جاكسون مع الرئيس وتعيد نشر تصريحاته التى قالها خلال الحفل، فليس هناك أى حاجة لرسالة رئاسية جديدة. وتقول وثائق البيت الابيض التى أفرج عنها عام 2005 إن معركة سياسية نشبت بين فريد فيلدينجز مدير مكتب خطابات الرئيس وبين جون روبرت الذى تولى رئاسة المحكمة العليا بعد ذلك، حيث أشارت احدى الوثائق إلى أن روبرت كتب مذكرة لريجان يشرح فيها أسباب رفضه، وفعل بالمثل فيلدنجز بمذكرة أرسلها لريجان يشرح فيها أسباب قبوله. ولم تنته المعركة عند هذا الموقف، فبعد ثلاثة أشهر، قام مكتب مبادرة القطاع الخاص بالبيت الابيض، بكتابة خطاب من الرئيس الامريكى يرحب فيه بجاكسون ويدعوه لمقابلة الرئيس فى واشنطن. لكن هذه المرة كان الخطاب ردا على دعوة مدير أعمال جاكسون الذى دعا فيها الرئيس الأمريكى لحضور حفل فى استاد أر إف كيه، وشكره على هذه الدعوة، التى لن يستطيع الرئيس تلبيتها، وتضمن الخطاب دعوة جاكسون واخوته إلى جولة فى البيت الابيض مع عشاء مع ريجان». وكالعادة تم عرض المسودة للعرض على جون روبرت الذى لم يتغير موقفه وأبدى اعتراضه فى مذكرة قال فيها «على موظفى البيت الابيض أن يتذكروا أنه مهما كان جاكسون ظاهرة اجتماعية مهمة فعليهم أن يعرفوا أن مديرى أعمال المغنى سوف يستغلونها للترويج لأغانيه، وعلينا ألا نظهر أن الرئيس يعطى هذا القدر من الاهتمام لمغنى بعينه وكأنه يستغل وظيفته، وبصراحة أرى معاملة موظفى البيت الابيض مع جاكسون تحرج الرئاسة الأمريكية أمام الاعلام والرأى العام». وفى ذلك الوقت لم ير مكتب الخطابات سوى الموافقة على ما قاله جون روبرت، منعا لوصول المعركة إلى ريجان نفسه مرة أخرى. ولكن بمجرد خروج روبرت من البيت الابيض وانتقاله إلى رئاسة المحكمة العليا، قام البيت الابيض بإرسال رسالة أخرى إلى جاكسون يتضامن معه ويبدى حزنه على «حادثة حرق شعره فى يناير 1984 خلال تصويره لأحد الاعلانات». وبذلك انتهت المعركة داخل البيت الابيض.