يتزايد الطابع الطائفي للقتال الدائر منذ سنتين في سوريا بين الجيش النظامي وأفراد الجيش السوري الحر، حيث يقاتل معارضون يغلب عليهم السنة للإطاحة بالرئيس بشار الأسد الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية الشيعية، وانضم مقاتلون شيعة من العراق إلى أبناء طائفتهم في سوريا للدفاع عن مرقد السيدة زينب جنوبي دمشق؛ إذ يخشون أن يهاجمه مقاتلون سنة. ويسلط وجود مقاتلين شيعة من دول مجاورة الضوء على تأجج المشاعر الطائفية في المنطقة، ويتولى مئات المقاتلين الشيعة الأجانب حاليًّا حراسة مرقد السيدة زينب ابنة الإمام علي بن أبي طالب جنوبي دمشق، وشكلت قبل بضعة أشهر كتيبة عراقية تحمل اسم "أبي الفضل العباس ابن الإمام علي" وتقاتل حاليًّا حول الضريح. وقال مصدر: إن الكتيبة تم تشكيلها في أعقاب هجمات نفذها مقاتلون سنة على الضريح.
ونشرت بأحد مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت لقطات ورد أنها صورت في الآونة الأخيرة خارج دمشق، وظهر فيها مقاتلون بزي مموه يطلقون النار من أسلحة آلية خلال عمليات القتال.
وتؤكد الأرقام أن الشيعة لا يمثلون سوى 2% من السوريين لكنهم أغلبية في العراق وإيران وقوة يعتد بها في لبنان، فيما يثير تدفق مقاتلين عراقيين شيعة على سوريا عبر الحدود تساؤلات عن موقف حكومة بغداد الرسمي.
ومن جانب آخر، أصدر علماء سنة متشددون فتاوى تحض على قتال الشيعة في سوريا والعراق ولبنان، وذكرت تقارير أن مقاتلين سنة دنسوا بعض مراقد الشيعة العديدة في سوريا، منها ضريح "حجر بن عدي" الذي قيل: إنه هدم.
وفضلًا عن الشبان الشيعة العراقيين الذين يسافرون إلى سوريا للاشتراك في القتال يسافر مقاتلون مخضرمون تلقوا تدريبات في إيران وحاربوا القوات الأمريكية في العراق.
وذكر شاب عراقي يدعى "أبو جعفر" أنه سافر إلى سوريا بإرادته المنفردة. وقال "طلعنا ناس.. شباب من العراق، أي جهة ما تدعمنا وأي جهة ما اختصت بنا، وأي جهة ما تابعة لنا، نحن شيعة من العراق هدفنا حماية المرقد والمقدسات، ومرقد زينب سلام الله عليها".
وأضاف أن كثيرًا من المقاتلين في صفوف الجيش السوري الحر سنة متشددون، بعضهم من "السعودية وقطر، ودول عربية أخرى" تعتبر الشيعة كفارًا ومراقدهم وثنية.
وترى الحكومة العراقية التي يسيطر عليها الشيعة بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي، خطرًا داهمًا في الصراع السوري، وتعتبر أن انهيار حكم الأسد ربما يؤدي إلى قيام نظام سني مناهض للشيعة في سوريا.
ويقول العراق: إنه يتمسك بسياسة عدم التدخل في سوريا ويبقي قنوات الاتصال مفتوحة مع نظام الأسد ومع المعارضة، لكن قوى غربية اتهمت بغداد بغض الطرف عن مساعدات خارجية للأسد، منها استخدام طائرات إيرانية المجال الجوي العراقي لنقل أسلحة إلى سوريا.
وفي المقابل، نفت بغداد تلك الاتهامات، كما نفت السماح لمقاتلين شيعة بالسفر إلى سوريا بحرية أو تقديم أي دعم لهم.
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية العراقي "هوشيار زيباري" لوكالة رويترز: "ثمة مبالغة بخصوص كتائب أو وحدات عراقية تقاتل في سوريا، ففي الواقع هم عدد محدود من المتطوعين سافروا بدون موافقة الحكومة العراقية أو النظام العراقي أو الزعماء السياسيين". مشيرًا إلى أن الصراع السوري أثار انقسامًا في العالم العربي بين السنة والشيعة، وباتت سوريا مسرحًا لحرب بالوكالة بين إيران الشيعية وخصومها في المنطقة تركيا ودول الخليج العربية.