اتصل البيت الأبيض بالسلطات في هونغ كونغ، مطالباً بتسلّم الموظف السابق في جهاز الامن القومي الامريكي إدوارد سنودن الذي كشف معلومات سرية عن استخدام برامج تنصت ورصد الكتروني واسعة النطاق. واكدت الإدارة الأمريكية ل«بي بي سي»أنها طلبت تسلّمه لترحيله وفقاً للاتفاق المبرم بين الولاياتالمتحدة والأراضي الصينية.
ووجه القضاء الامريكي تهمة التجسس الى سنودن، كما طلب من هونغ كونغ توقيفه.
وغادر سنودن فندقه في هونغ كونغ في العاشر من يونيو الماضي، بعدما سمح للصحف بنسب التسريبات إليه. ولا يعرف مكانه منذ ذلك الحين.
وقال مسؤول كبير في إدارة أوباما تحدث بشرط عدم الكشف عن شخصيته «إذا لم تتحرك هونغ كونغ بسرعة فإن علاقاتنا الثنائية ستواجه مشكلات وستثير شكوكا في التزام هونغ هونغ بحكم القانون».
وتقول مصادر إن سنودين الذي يعتقد أنه يختبئ في هونغ كونغ وكل محامين في مجال حقوق الإنسان لتمثيله قانونيا استعدادا للتصدي لمحاولات إعادته للولايات المتحدة بالقوة لمحاكمته هناك.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي توم دونيلون إن الولاياتالمتحدة لديها «دليل قوي» ضد سنودين وتتوقع من هونغ كونغ الامتثال لاتفاقية تسليم المجرمين التي وقعتها مع الولاياتالمتحدة في عام 1998 .
ومضى يقول «توجهنا إلى السلطات في هونج كونج طالبين تسليم سنودين وإعادته إلى الولاياتالمتحدة».
وأضاف «هونغ كونغ كانت تاريخيا شريكا جيدا للولايات المتحدة في الأمور المتعلقة بتطبيق القانون ونتوقع منهم الالتزام بالاتفاقية في هذه القضية».
وقال مصدر كبير في سلطات تنفيذ القانون الأمريكية إن التسليم «يمكن أن يكون بالطبع عملية طويلة وشاقة» لكنه أبدى تفاؤلا بتسليم سنودين.
وذكرت صحيفة ذا ساوث تشاينا مورننغ بوست يوم السبت أن سنودين ليس محتجزا ولا يخضع لحماية الشرطة - كما ذكرت وسائل إعلام أخرى - ولكنه في «مكان آمن» في مكان ما في هونج كونج.
وكان سنودن يعمل كمتعاقد لحساب جهاز الامن القومي الامريكي في هاواي قبل ان يفر في 20 مايو الى هونغ كونغ حيث بدأ بتسريب تفاصيل عن برامج اميركية واسعة لرصد المكالمات الهاتفية ومراقبة اتصالات الانترنت.
وأبدى بعض السياسيين في هونغ كونغ دعمهم لسنودن.
ومن سفارة الاكوادور في لندن التي يقبع فيها منذ عام، ندد مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج بتوجيه القضاء الامريكي اتهاما بالتجسس لسنودن، داعيا اي «بلد شجاع» لعرض منح اللجوء لهذا الناشط الامريكي.
وقال اسانج البالغ 41 عاما في بيان نشره موقع ويكيليكس: «معاناة ادوارد سنودن بدأت».
وكان يعتزم اسانج الموجود منذ عام في سفارة الاكوادور خشية ترحيله الى السويد ومنها الى الولاياتالمتحدة، إلقاء كلمة من على شرفة السفارة بشأن سنودن الا انه «ارجأ» هذه الكلمة «لاسباب امنية» وفق ويكيليكس.
وأضاف أسانج «الحكومة تتجسس على كل واحد منا، لكن ادوارد سنودن هو الذي يواجه تهما بالتجسس لأنه أنذرنا»، في اشارة الى قيام المستشار السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية بتسريب معلومات عن برامج مراقبة امريكية على الاتصالات. وطلب القضاء الامريكي الذي وجه اتهامات لسنودن، من هونغ كونغ اعتقاله.
وتابع مؤسس موقع ويكيليكس «الجهود لايجاد مكان للجوء ادوارد سنودن يجب ان تتكثف. من هو البلد الشجاع الذي سيدعم ويقر بالخدمة التي تم اسداؤها للانسانية»؟
وكان اسانج اعلن الاربعاء انه على اتصال بممثلين لسنودن من اجل «التفاوض على منحه لجوءا في ايسلندا».
تجسس على الرسائل النصية الى ذلك، اكد سنودن في مقابلة نشرت السبت في هونغ كونغ التي لجأ اليها، ان الادارة الامريكية اخترقت انظمة شركات الهاتف الخلوي الصينية للتجسس على ملايين الرسائل النصية القصيرة.
واضاف سنودن في مقابلة نشرتها صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» التي تصدر في هونغ كونغ ان الولاياتالمتحدة اخترقت ايضا الانظمة المعلوماتية لجامعة تسينغهوا، وهي جامعة مرموقة في بكين تخرج منها الرئيس السابق هو جنتاو وخلفه الرئيس الحالي شي جينبينغ، واخترقت كذلك ايضا شركة باكنيت التي تشغل الألياف البصرية في منطقة آسيا-المحيط الهادئ.
وقال العميل السابق إن «جهاز الامن القومي الامريكي يفعل شتى الامور، مثل قرصنة شركات الهاتف الخلوي الصينية لسرقة كل رسائلكم النصية القصيرة»∙
واكدت الصحيفة ان سنودن «اكد انه يمتلك ادلة على ما يقول»، من دون ان تنشر او تذكر اي وثيقة تدعم هذه الاتهامات.
وبحسب البيانات الرسمية الصينية التي اوردتها الصحيفة فان الصينيين تبادلوا في العام 2012 قرابة 900 مليار رسالة نصية قصيرة بزيادة قدرها 2,1% مقارنة بالعام الذي سبق.