ما بين انتقادات من أولياء الأمور لمراقبى لجان امتحانات الثانوية العامة، واتهامهم بالتقصير مما تسبب فى انتشار حوادث الغش وتسريب أسئلة الامتحانات، وبين رفض المراقبون للاتهامات الموجهة لهم، مؤكدين أنها تظهر فى القرى النائية، وأنهم يبذلون قصارى جهدهم فى التصدى للظاهرة، مازالت طرق «الغش» داخل اللجان تتنوع وتتطور يوما بعد آخر. تقول مريم، إحدى طالبات مدرسة بلال الثانوية بنات بمنطقة الشرابية فى القاهرة، «خلال امتحان الجيولوجيا، كان الغش يتم بواسطة سماعات البلوتوث المنتشرة بين الطالبات، فالطالبة التى كانت تجلس بجوارى ظلت تتحدث طوال الامتحان، وتنقل الأسئلة، وتتلقى الإجابات عبر هاتفها المحمول، حيث أخفت السماعة تحت الحجاب، ولم يستطع مراقبو اللجنة كشفها، رغم وجود 4 منهم».
وأضافت «بعض المراقبات لا تقمن بتفتيش الطالبات جيدا، فالمراقبة تقوم فقط بلمس الحجاب من الخارج، دون وضع يديها داخل أذن الطالبة، لمعرفة ما إذا كانت تحمل سماعات أم لا، كما لا يتم تفتيش ثياب الطالبات، وهو ما يساعد على إخفاء السماعات داخل الملابس، ثم ارتدائها داخل اللجنة، سواء بالذهاب إلى الحمام، أو بطرق أخرى غير مباشرة لا تلفت نظر المراقبين».
وأوضحت سلمى، الطالبة فى نفس المدرسة، أن «بعض الطالبات يرتدين أكثر من طبقة من الحجاب فوق بعضهما، حتى لا تستطيع المراقبات كشف السماعة»، لافتة إلى أنها تخشى إبلاغ المراقبين بأى حالة غش داخل لجنتها، حتى لا تتعرض لأية مضايقات من الطالبات، خاصة أن المدرسة تقع فى منطقة شعبية.
وقالت زينب، إحدى المراقبات، إنها تقوم بتفتيش الطالبات الموجودات بالمدرسة جيدا لكشف أية أجهزة معهن، ومصادرة الهواتف المحمولة، مضيفة أن «التفتيش أصبح يصل للمناطق الحساسة فى حالات الشك فى إخفاء الطالبات لهواتف محمولة، كما يتم منع الطالبة من الدخول بحقيبة إلى اللجنة، فالمسموح به هو الأدوات الخاصة كالقلم والمسطرة ورقم الجلوس، وترافق المراقبات الطالبات أثناء ذهابهن إلى الحمام».
ويرى محمود، المراقب بمدرسة التوفيقية بنين، أن «المراقبين غير مسئولين عن تسريب أسئلة الامتحانات، وأنهم لا يسمحون لأى طالب باستخدام المحمول أو أية أجهزة تكنولوجية حديثة، لكن من الممكن أن يترك المراقب اللجنة سهلة للطلاب، ولا يقوم بالتضييق عليهم فى حالات تعرضه لتهديدات من الطلاب وأولياء الأمور، فى ظل حالة الانفلات الأمنى، فالمراقبون يتعرضون لتهديدات ومخاطر عقب الانتهاء من الامتحان، فمثلا فى مادة اللغة العربية لطلاب المرحلة الثانية، فوجئ الطلاب بصعوبة المادة، وخرجوا عقب الانتهاء من الامتحان غاضبين، لدرجة أنهم أرادوا فتح باب المدرسة بالقوة، للخروج فى مظاهرات لوزارة التربية والتعليم، لكن أولياء الأمور أقنعوهم بالتراجع، لحضور امتحان التربية الدينية، وبعض المراقبين خافوا من ردود فعل الطلاب وتهديداتهم».
وأكد المراقب ضرورة تأمين الشرطة للمراقبين خلال الامتحانات أثناء تنقلهم للمدارس المخصصة لهم، لضمان عدم الاحتكاك بهم، مضيفا «إذا كان هذا أمر يصعب تحقيقه، فهناك حلول أخرى، منها ألا يخرج الطلاب والمراقبين فى وقت واحد، وإنما يتم السماح للمراقبين بالخروج من المدرسة أولا، على أن يتبعهم الطلاب بربع ساعة».
من ناحية أخرى، اشتكت طالبات بمدرستى قاسم أمين الثانوية بنات، والشهيد عبدالمنعم رياض، فى منطقة السبتية، من سوء أوضاع بعض المدارس، وعدم تخصيص مقاعد للمراقبين فى اللجان، وهو ما يؤدى إلى تركهم لها، والوقوف فى الخارج، أو الجلوس بجوار الطالبة على المقعد المخصص لها، و«هو أمر غير لائق»، موضحين «يصل الأمر أحيانا إلى قيام المراقب بالحديث مع الطالبة، وإشغالها عن الإجابة، مما يساعد طالبات أخريات على الغش