ناقش أساتذة بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، التحرش في مصر بعد الثورة، بمشاركة رئيس قسم علوم الاجتماع والإنسان والنفس والمصريات وهن آن جاستاس، وطبيية نفسية ممارسة، وأستاذ مساعد في علم الاجتماع هيلين ريزو. وقالت وهن آن جاستاس: إن التحرش الجنسي يعد شكلًا من أشكال الإساءة، موضحة: «أعتقد أن نحو 85% إلى 90% من النساء اللاتي أقابلهن في أثناء ممارسة عملي، قد تعرضن لشكل من أشكال التحرش الجنسي أو الاغتصاب أو العنف الجسدي، والتي كثيرًا ما تصدر عن أفراد أسرهن».
ولفتت أن الرغبة في إيذاء شخص آخر سواء كان لفظيًّا، أو جنسيًّا، أو جسديًّا ينبع من الشعور بالضعف أو انعدام الثقة، حيث يحاول المهاجم من خلال هذا الاعتداء أن يشعر بالقوة والتحكم.
وأضافت أن عقلية المهاجم السائدة قد تكون العقلية الغوغائية، حيث يحدث الهجوم في الأماكن العامة، وبالتالي يسهل على المهاجمين المحتملين إيذاء ضحاياهم، مشيرة إلى أن المهاجمين يجب أن يجدوا مصادر أخرى لتشعرهم بالثقة في النفس.
وأوضحت «جاستاس» التي تدربت في الطب النفسي بأمريكا، أنه يجب أن يحدث تحول في فهمنا لهذا السلوك الهجومي حتى نتوقف عن التغاضي عنه في صمت، مؤكدة أنه بينما تقوم جميع الثقافات بكتمان وإخفاء التحرش ونتائجه النفسية، يعمل النشطاء في مصر الآن على الترويج لحملات لمنع التحرش بشكل أفضل.
وأشارت إلى أن أفضل طريقة لمحاربة التحرش، أو مثل هذا النوع من الأذى، هي التحدث علنًا عن الأمر، و«سنعرف ما مدى تأثيره مع الوقت، لكن ما يهم هو تزايد معرفة الناس بمشكلة التحرش الجنسي»، على حد قولها.
من جانبها، ذكرت هيلين ريزو، المستشارة بمنظمة خريطة التحرش «امسك متحرش»، وهي منظمة تصنف حوادث التحرش الجنسي وتضعها على خريطة لمصر على الإنترنت، أن البيانات الموجودة على الخريطة لا تمثل العدد الفعلي لحوادث التحرش الجنسي؛ لأنها تشتمل على الحوادث التي يتم التقدم بها فقط.
وقالت «ريزو»: إن الكثير من مجموعات حقوق الإنسان تحاول أن تدفع الرجال لتحمل مسئولية أفعالهم، ولكن لا تتوافر معلومات كافية عن كيفية القيام بذلك، ويعد المركز المصري لحقوق المرأة أحد المراكز التي تسعى للقيام بذلك الأمر، ويسعى إلى إصلاح القوانين المتعلقة بالتحرش الجنسي.
وأضافت أن القوانين الحالية تفرق بين تصنيفات خاصة بالإهانة والاغتصاب، دون تعريف لما هو التحرش الجنسي، وبالتالي يجعل من الصعب تجريم ومعاقبة مرتكبي حوادث التحرش.
وأشارت إلى وجود منظمة أخرى أصبح لها تواجد متزايد، وهي «قوة ضد التحرش الجنسي الجماعي»، والتي تنشر وقائع التحرش الجنسي على صفحتها على موقع «فيسبوك».