تفاقمت أزمة بنزين "80" و"92" في القاهرةوالجيزة، وامتدت مشكلة اختناقات السولار والبنزين إلى أماكن لم تظهر فيها الأزمة من قبل، وسط تخوفات من ارتفاع الأسعار، بعد تسريب أخبار من وزارة البترول؛ حول إلغاء بنزين "80" واستبداله بنوع آخر أعلى منه، وهو "85"، وإلغاء بنزين "90"، مع الإبقاء على "92". «الشروق» استطلعت آراء أكثر من 20 سائق ميكروباص وتاكسي، أبدوا ضيقهم من اعتزام الحكومة رفع أسعار البنزين، وإلغاء بنزين "80" أوكتين.
وقال أحد أصحاب محطات الوقود، إن فكرة إلغاء بنزين "80" وأن يستبدل به بنزين أعلى منه لوحتين وهو "85"، والتنويه عن رفع سعره بعد شهور إلى 2.75 جنيه بدلا من سعره الأساسي 90 قرشًا، هو أكبر دليل على فشل الحكومة في حل أزمة نقص البنزين، مضيفًا أن السائقين سوف يتقاتلون من أجل الحصول على أكبر كمية من البنزين لتخزينها قبل صدور القرار.
وتابع أن هذا القرار سيؤدي إلى نشاط تجار السوق السوداء بشدة وفرض سيطرتهم على محطات الوقود، بالإضافة إلى نشاط البلطجية الذين سوف يحصلون على كميات لا حصر لها من البنزين، مشيرًا إلى أن هؤلاء هم أكبر مستفيدين من مثل هذه القرارات.
وفى منطقة الهرم، قال أحمد حسن، سائق تاكسي، إنه يعانى منذ أسبوع من أجل الحصول على البنزين "80" لتموين سيارته، مشيرًا إلى أن منطقة الهرم تشهد اختفاء للبنزين، وأنه من المرجح أن يكون ذلك تمهيدًا لإلغائه بالفعل من المحطات واستبداله بنوع آخر.
وقال صالح محمد، سائق تاكسي، إن الأزمة عادت إلى الظهور بعد اختفاء بنزين 80 من جميع محطات الوقود في الجيزة، متهمًا العاملين بالمحطات بافتعال الأزمة حتى يجبروا السائقين على دفع مبالغ مالية زائدة.
وقال محمد صابر، سائق تاكسي، إن الكثير من سيارات التاكسي الأبيض لا تعمل ببنزين 80، لأن معظمها حديثة وتستخدم بنزين 90 أو الغاز الطبيعي، وبالتالي «إلغاء بنزين 90، وإجبارنا على العمل ببنزين 92 يعنى خراب بيوتنا».
وأفاد محمد حسن عوني، صاحب سيارة أجرة، إن الآلاف من سيارات التاكسي الأسود ستتوقف عن العمل، أو تحول إلى الغاز الطبيعي، وإلا ستلجأ لرفع الأجرة تأثرًا بإلغاء بنزين 80، وقد تزيد أجرتها عن التاكسي الأبيض تعويضًا لخسائر السائقين.
وفى منطقة فيصل، قال محمود السيد، سائق ميكروباص، بغضب: «بقالي 6 ساعات واقف فى الطابور وممكن أقف لآخر النهار وعندما يحين دورى أجد أن البنزين قد انتهى».
وحول إلغاء بنزين 80 واستبداله ب 85 قال: «ها نعمل اعتصام مدنى» (عصيان مدني) على مدى أيام.. ولن نسمح بتطبيق القرار».
بينما قال رضا علي، سائق سيارة ميكروباص : «تعطلت سيارتي على الطريق أكثر من مرة بسبب نقص البنزين»، مضيفًا أنه اضطر إلى المبيت على الطرق أكثر من مرة بحثا عن لتر بنزين.
وأشار خالد عمران، سائق ميكروباص، إلى أن زيادة أعداد "التوك توك" ساهمت بدرجة كبيرة في زيادة الضغط على بنزين 80، مضيفًا أنه ينتظر فترات طويلة تصل إلى 5 ساعات من أجل الحصول على لترات قليلة من البنزين، وأنه لم يبق أمامهم سوى رفع الأجرة لتعويض الوقت الذى يقضونه أمام محطات البنزين، الأمر الذي يجعلهم يدخلون في مشاحنات مستمرة مع الركاب.
وأشار سعيد خالد، عامل بإحدى محطات الوقود بميدان الجيزة، عن قيام بعض محطات البنزين بوقف التعامل مع البنزين "80"، هربًا من زحام السيارات وحدوث مشاحنات بين السائقين وعمال محطات الوقود باستمرار، مضيفًا أن هذه المحطات تُعد سببًا أساسيًا في تصاعد الأزمة، لأنها تزيد من الضغط على المحطات الأخرى.