واصل الجيش السوري، اليوم الجمعة، ملاحقة مقاتلي المعارضة في شمال القصير بعد سيطرته على هذه المدينة وبلدة أخرى مجاورة بمساعدة مقاتلين من حزب الله اللبناني، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وبحسب المرصد فإن الجيش حشد قوات في محافظة حلب التي تسيطر المعارضة المسلحة على أجزاء كبيرة منها منذ أشهر.
وأشار المرصد الذي يقول: إنه يعتمد في الحصول على معلوماته على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا إلا أن معارك اندلعت عند الفجر بين مقاتلي المعارضة والجيش السوري بمشاركة عناصر من حزب الله اللبناني، على مشارف بلدة الضبعة، شمال مدينة القصير، الواقعة في محافظة حمص وسط سوريا، وكان الإعلام الرسمي السوري وإعلام حزب الله أعلنا الخميس السيطرة على الضبعة التي كانت المعارضة المسلحة لا تزال تسيطر على أجزاء كبيرة منها، وبثت شاشات التلفزة صورًا لمراسليها من داخل البلدة.
كما واصل الجيش السوري قصفه المعقل الأخير لمقاتلي المعارضة في ريف القصير، بلدة البويضة الشرقية التي لجأ إليها مئات الجرحى والمدنيين والمقاتلين بعد سقوط القصير.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: إن أربعة مقاتلين معارضين قتلوا مساء الخميس لدى محاولتهم إجلاء جرحى أصيبوا نتيجة القصف على البويضة، كما قتل الجمعة مقاتل خامس خلال محاولته القيام بعمل مماثل.
وأوضح أن الجيش السوري "لا يريد أن يترك لمقاتلي المعارضة أو المدنيين أو الجرحى أي مخرج، ويسعى إما إلى القضاء على المقاتلين وإما إلى أسرهم".
وعبر سوريون معارضون وناشطون الجمعة عن غضبهم تجاه حزب الله، الذي كان يحظى بشعبية في سوريا والعالم العربي قبل اندلاع الأزمة السورية، بسبب كونه لسنوات رأس حربة في محاربة إسرائيل، عدو العرب الأول.
وأطلق على يوم الجمعة الذي يخرج فيه السوريون المعارضون للنظام إجمالًا إلى الطرق للتظاهر والمطالبة بسقوط النظام، شعار "الغوطة والقصير إرادة لا تنكسر"، في رسالة دعم إلى القصير التي صمدت سنة تحت الحصار، وأكثر من أسبوعين تحت قصف صاروخي ومدفعي وجوي عنيف قبل أن تدخلها قوات النظام وحزب الله، والغوطة الشرقية في ريف دمشق التي تتعرض منذ أسابيع لهجمات متصاعدة حقق خلالها النظام بعض التقدم على الأرض.
وهاجمت الشعارات واللافتات التي رفعت في عدد من التظاهرات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مطلقة عليه لقب "الدجال"، معتبرة أن القصير كشفت "زيف مقاومته وحقدهم الأعمى"، بحسب ما جاء في لافتة في بلدة كفرنبل في إدلب.
في بلدة اللطامنة في درعا (جنوب)، رفع المتظاهرون لافتة كتب عليها "الأسد باع الجولان، العرب باعوا القصير، العالم باع سوريا... تجار آخر زمن".
بينما كتب متظاهرون في حي العسالي في جنوبدمشق "القصير لم ولن تسقط بل سقطت كرامة العرب"، وهتفوا "حيوا القصير، حيوا الغوطة".
في مدينة دوما في ريف دمشق التي تعرضت الجمعة لقصف عنيف، خرج متظاهرون في أحد أحيائها وصرخوا "يا الله تحمي حمص يا الله".
ويؤكد محللون أن هدف النظام السوري بعد القصير هو السيطرة على كامل محافظة حمص بهدف تأمين ممر آمن بين دمشق والساحل حيث العمق العلوي.
في حلب، قال المرصد السوري: إن "سبعة مقاتلين قتلوا في اشتباكات مع القوات النظامية عند دوار الليرمون في مدينة حلب أثناء توجه رتل عسكري للقوات النظامية نحو الريف الشمالي".
وكان المرصد أشار إلى أن قوات النظام ترسل تعزيزات إلى عدد من مناطق محافظة حلب لتوجيه ضربات إلى معاقل المعارضة ومحاولة قطع طرق الإمداد والسلاح عليهم من تركيا.