مع قرب انتهاء تشكيل المجمع الانتخابى لانتخاب رئيس جديد لجامعة القاهرة، خلفا للدكتور حسام كامل، وحصول المستقلين على عضوية المجمع فى 22 كلية ومعهدا من بين نحو 25، بنسبة 90%، تجرى «الشروق» أول مناظرة بين أبرز المرشحين الذين أعلنوا خوض الانتخابات، وهما الدكتور جابر نصار أستاذ القانون الدستورى بكلية الحقوق، والدكتور عمر الكاشف أستاذ الأوعية الدموية بطب قصر العينى، للتعرف على برنامجهما الانتخابى ورؤيتهما لإصلاح وتطوير الجامعة. قال الدكتور جابر نصار، أستاذ القانون الدستورى بجامعة القاهرة والمرشح لرئاسة الجامعة، إن هناك مفاجآت سيكشف عنها خلال عرض برنامجه الانتخابى الذى جاء بعنوان «معا لاستقلال الجامعة»، أمام المجمع الانتخابى لانتخاب رئيس جامعة القاهرة خلفا للدكتور حسام كامل الذى سيبلغ سن المعاش فى يوليو المقبل، مشيرا خلال حواره مع «الشروق» إلى أنه ترشح للمنصب لمواجهة الانهيار المؤسسى فى الجامعة، متعهدا فى حال فوزه بمساواة أعضاء هيئة التدريس بالقيادات الجامعية، وإلى نص الحوار:
جابر نصار : برنامجى قائم على الشفافية وتحقيق استقلال الجامعة.
تكونت مجموعات عديدة من أعضاء هيئة التدريس على «فيس بوك» تطالبنى بالترشح، أملا فى تحقيق استقلال جامعة القاهرة والنهوض بها، ومواجهة الانهيار المؤسسى الذى نتج عن تدخلات وزارتى التعليم العالى والمالية، والحقيقة وجدت نفسى مضطرا لتنفيذ هذه الرغبة.
• أنت المرشح الوحيد الذى أعلن عن برنامجه الانتخابى.. ألم تخشَ سرقته؟
لا، فبرنامجى قائم على الشفافية ومساواة أعضاء هيئة التدريس بالقيادات الجامعية فى كل شىء، ولا أرى أى مبرر لتضخم بدلات ورواتب القيادات الجامعية واختلافها عما يتقاضاه أى عضو هيئة تدريس، ولذلك أعلنت الخطوط والملامح العريضة فى البرنامج، وسيكون مفاجأة عند عرضه على المجمع الانتخابى، خصوصا أنه سيعمل على حل المشكلات الجامعية الحالية التى تواجه المجتمع الأكاديمى، فالجامعة هيئة مستقلة تقوم على فكرة الإدارة الجماعية من مجالس الجامعة والكليات، ورئيس الجامعة جزء من هذه المنظومة، وبالتالى لا يجب أن يتحكم فيها بمفرده، ولا بد أن يكون هناك أطر محددة للرقابة والمحاسبة ضد رئيس الجامعة، لذلك كنت أول مرشح يتقابل مع أعضاء هيئة التدريس فى الكليات المختلفة للتعرف على طبيعة الدراسة والمشكلات، ولا يمكن لمثلى أن يكذب على أعضاء هيئة التدريس أو المجتمع الأكاديمى، وما سأعلنه فى برنامجى سألتزم به، وإذا لم أستطع سأعلن ذلك ولدى الشجاعة، ولا يمكن أن تختلف مبادئى مع قناعاتى وممارساتى فى إدارة الجامعة.
• ما رؤيتك لمواجهة التحديات التى تواجه البحث العلمى فى الجامعة؟
لدينا مشكلات أساسية تتعلق بظروف العملية التعليمية والبحث العلمى، والإشكالية ليست فى الموارد ولكن فى توظيفها، وميزانية البحث العلمى تصرف فى غالبها على سفريات بعض الأساتذة ولا يعلم ذلك أحد، وفى حالة فوزى سأعلن عن ميزانية البحث العلمى بالكليات وسيكون لكل كلية نصيب منها، ولا ننسى أن الجامعة أنشئت بالجهود الذاتية.
• هل من الأفضل أن تبتعد الجامعة عن السياسة؟
الجامعة تهتم بالشأن الوطنى، ولكن يجب أن تقطع كل يد حزبية تمتد إليها، فالجامعة للوطن وللشعب وهى وعاء لتنمية الطلاب سياسيا ووطنيا وقوميا، وأن تُسيس الجامعة لصالح تنظيم سياسى معين أمر مرفوض
• ما رأيك فى قواعد وآليات المجلس الأعلى للجامعات الخاصة بالانتخابات؟
قواعد الانتخاب وضعها المجلس الأعلى للجامعات، ومن يحتج عليها فعليه أن يلجأ إلى القضاء وبابه مفتوح ونحن نلتزم بها ما دامت قائمة، ومن يريد أن يحتج فهذا من حقه دستوريا
عمر الكاشف: محاصرة الفساد داخل الجامعة قضية حياتى
أعلن الدكتور عمر أحمد الكاشف، أستاذ جراحة الأوعية الدموية بطب القصر العينى، عن ترشحه لمنصب رئيس جامعة القاهرة، خلفا للدكتور حسام كامل، مؤكدا أنه غير محسوب على أى تيار سياسى وأنه لا ينتمى إلى أحزاب سياسية ولن ينضم لأى منها، مشيرا إلى أن الهدف من ترشحه الإصلاح والتطوير ومواجهة الفساد داخل الجامعة، وكشف ل«الشروق» فى أول حوار له عقب إعلانه الترشح عن رؤيته للتطوير وكيفية مواجهته للتحديات التى تواجه البحث العلمى، وإلى نص الحوار:
جامعة القاهرة تحتاج لإصلاح شديد فى جميع المجالات، وأرى أنها جامعة كبيرة ولكن غير قادرة على المنافسة مع الجامعات العالمية، ومن الممكن تحقيق ذلك بإمكانياتها المتاحة بشرط محاصرة الفساد داخل الجامعة، وهذه قضية حياتى، وأعلم الفساد الموجود، ولن أحاسب أحدا لأنها مسئولية الدولة ولست قاضيا أو «بوليس»، ولكن مهمتى منع فساد جديد أو تقليله، وبرنامجى الانتخابى يوضح كيف نصل للعالمية.
• ما تقييمك للمرشحين اللذين أعلنا ترشحهما للانتخابات؟
الوضع السياسى مضطرب بعد الثورة وفى حالة انقسام شديد، ولو سمحنا لأى تيار أن يستولى على رئاسة الجامعة ستتوقف برامج الإصلاح، ويوجد تياران مرشحان لرئاسة الجامعة الآن، وهما بقايا النظام القديم، والآخر التيار الموالى للنظام الحالى، ونريد جامعة مهنية تبتعد عن السياسة، وفى الوقت نفسه تكون لها علاقة سوية ومتوازنة بالحكم الموجود الآن؛ لكى نستطيع أن نقود الجامعة فى ظل الظروف المضطربة.
• هل تنتمى لأى من الأحزاب الموجودة على الساحة السياسية الآن؟
لا، لست متحزبا، وأنتمى للتيار القومى العام، ولن أنضم لأى حزب سياسى لأننى أحافظ على وسطية الموقف، وعلى كل الاتجاهات الحزبية، وبالتالى لن أنضم لأى حزب.
• ما الذى تستطيع أن تقدمه لجامعة القاهرة فى حال فوزك بمنصب رئيس الجامعة؟
أمثل التيار الغالب والعريض لأعضاء هيئة التدريس، ونحتاج إلى استقرار مادى، وسأحرص على تحقيق الاستقرار المادى لهيئات التدريس، فى ظل الأزمة المادية لهم، لأن توفير الأمان المادى لعضو هيئة التدريس هو بداية الإصلاح، وثانيا سأقدم برنامجا واضحا سيتم تنفيذه حال فوزى وبالتنسيق مع أجهزة الدولة، وسأبعد الجامعة عن المناخ السياسى المضطرب ولن أنحاز لأى اتجاه، وسأنحاز لأعضاء هيئة التدريس، ولن أعلن عن برنامجى إلا فى المجمع الانتخابى.
• ما رؤيتك للتحديات التى تواجه البحث العلمى وكيفية التصدى لها؟
تطوير البحث العلمى يحتاج تفرغا ودعما ماديا كبيرا، ويجب أن نختص مجموعة من أعضاء هيئة التدريس لتطوير البحث العلمى ونبعدهم عن التدريس قليلا، ليتم دفعهم لتطويره عن طريق دعمهم ماديا وإتاحة الفرصة لهم للتفرغ، ويجب أن نستغل كل شىء، كالتعاون بين الكليات والأقسام فى البحث العلمى، مثلا إذا احتاج أساتذة طب القصر العينى إجراء أبحاث على الحيوانات فيجب أن يسمح لهم بإجراء الأبحاث فى معامل كلية الطب البيطرى، فهناك معامل متخصصة فى كليات لا توجد فى أخرى، وكذلك يجب أن تكون هناك اتفاقيات واضحة مع الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة لدعم البحث العلمى.