«الضمير» و«السلك لمس » و«آه يادنيا » و«عبده موتة» و«شارب سيجارة بنى» و«شارع الهرم» و«الخميس خمسة خمسة» و «كريم كرامل» وغيرها من الأغانى التى انتشرت مؤخرا بعدما اصبح المنتجون يلجأون اليها لجذب الجمهور لدور العرض السينمائى، وباعتبارها الضمانة الوحيدة لتحقيق عائد مادى دون النظر عن جدواها دراميا او تأثيرها فى مسار الاحداث. الظاهرة تستحق الوقوف. الشاعر الغنائى إسلام خليل يؤكد أن الأغنية اصبح لها تأثير كبير على نجاح الفيلم وتحقيقه لإيرادات ، فى الماضى كان المنتج يبحث عن أغنية تتناسب مع أحداث الفيلم ومشهد معين ليكون هناك توافق فى سياق العمل، أما الآن فيحدث العكس فالمنتج والفنان يبحث عن أغنية لجذب الجمهور ثم يبحث لها عن موقف معين أو مشهد يواكب هذه الأغنية.
وبالنسبة لأغنيته الأخيرة فى فيلم « تتح » بعنوان «السلك لمس».. أشار إسلام إلى أن المنتج طلب منه أغنية للفيلم، ووضعوها فى أحد المشاهد ليغنيها محمد سعد وبوسى وحققت نجاحا.
وأوضح أن هناك بعض المنتجين يأتى إليهم مطربون مغمورون بأغنية انتجوها هم فالأمر يعد دعاية لهذا المطرب دون أن يحصل على مقابل مادى وهو ما يرفع عبئا عن المنتج ويوافق على ظهوره. بينما قال الملحن هانى فاروق : فى الفترة الأخيرة أصبحت الأغنية من أهم عوامل نجاح العمل، والدعاية القوية له، فلها الفضل الأكبر فى دخول المشاهد السينما.
والدليل على ذلك هو طلب المنتجين لعمل أغنية والسلام وعندما تتعرف منه على نوعيتها تجد الإجابة «ياعم عايزين أغنية بها رقص ومش مهم بتقول إيه الناس بتحب ده»، فهذا الأمر يساعد على انتشار مثل هذه النوعية من الأغانى والتى بالتأكيد نجاحها يساعد على الطلب عليها فى أغلب الأعمال التى يتم تقديمها للجمهور، ولذلك تجد دخول أغانى المهرجانات فى السينما بشكل كبير والتى أراها ظاهرة لن تستمر طويلا نظرا لأنها تيمة واحدة ليس بها جديد وما بها من كلمات لا يجب أن تظهر على الشاشة.
الموزع الموسيقى شريف الوسيمى اشار إلى أن هناك نوعية من المنتجين والمخرجين تحتاج لعمل دعاية لأفلامهم من خلال الأغنية وليس من خلال الإعلان عنه فالأغنية أكثر انتشارا وترتبط باسم فيلم معين ومن هنا يتحقق لأصحاب الفيلم الدعاية المناسبة وأيضا الربح المنتظر من ذلك.
وأشار المخرج والسيناريست علاء الشريف أن تقديم أغان فى الأفلام أمر مهم للدعاية لها فتكلفة الأغنية أقل بكثير من الإعلان عنها فى القنوات.
و بالنسبة لفيلمه «بوسى كات» والذى يعرض حاليا قال انه جذب أنظار المشاهدين من خلال 5 أغان كانت من أسباب دخول الجمهور للسينما.
وأوضح أن المنتجين أصبحوا خائفين من عدم تحقيق إيرادات وهو ما لم يحدث من قبل ومن ثم الأغانى هى التى تحقق الإيرادات، وبالنسبة للاستعانة بمطربين مغمورين هناك من يأتى إلينا ويمتلك أغنية، وهناك من نختاره للقيام بأغنية معينة بمواصفات خاصة تحمل مضمون العمل ويحقق أيضا المطرب الشهرة والنجاح من خلالها مثل بوسى والتى حققت الشهرة والنجاح من خلال فيلم الألمانى بأغنية « آه يادنيا ».
اما الناقدة خيرية البشلاوى فقالت: للأسف أصبحت الأغانى التى بها إسفاف هى التى تتصدر المشهد فالأعمال السينمائية أغلبها يعتمد على هذه النوعية من الأغانى لكى يحققوا ربحا منها وليس من سيناريو الفيلم.
وأضافت: بعض المخرجين والمؤلفين والمنتجين الذين كنا نأمل فيهم خيرا أصبحوا يرضخون لهذا الأمر لإقحام هذه الأغانى فى أفلامهم والتى يرونها أنها الجاذب الحقيقى للناس وهو الواقع الذى نعيشه حاليا فأصبحت الأفلام تعتمد بشكل أساسى على الأغانى والرقص المبتذل وهو ما يسئ للأغنية والفن الشعبى بشكل كبير.
وأشارت إلى أن هذا الأمر سيستمر لفترة ليست بالقليلة، طالما أن الثقافة لم تتغير. فالثورة حتى الآن لم تدخل عالم السينما لتطهيرها من أمور عديدة. وتمنت أن تهتم السينما وغيرها بالفرق الموسيقية من باب أولى، فهم يقدمون فنا جيدا من واقع الحياة.