قالت مصادر من طرفي النزاع في سوريا، إن القوات الحكومية السورية ومقاتلين من حزب الله، شنوا هجومًا ضاريًا، اليوم السبت، للاستيلاء على مزيد من الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في بلدة القصير الحدودية. وأكدت المعارضة التي تسعى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، أنه جرى الدفع بمزيد من الدبابات والمدفعية في محيط المناطق التي تسيطر عليها المعارضة ببلدة القصير القريبة من الحدود اللبنانية.
وأوضح الناشط مالك عمار، في محادثة عبر موقع «سكايب»، «لم أر مثل هذا اليوم منذ بدء المعركة؛ القصف عنيف ومكثف؛ يبدو أنهم بصدد تدمير جميع منازل البلدة».
يشار إلى أن المعارضة السورية محاصرة داخل القصير، وهي بلدة يقطنها 30 ألف نسمة، وأضحت ميدانا لمعركة استراتيجية، إذ تريد قوات الأسد استعادة السيطرة على المنطقة لتأمين طريق يصل بين دمشق ومعقل الرئيس على ساحل البحر المتوسط والفصل بين الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في الشمال والجنوب. وتقاوم قوات المعارضة لصد الهجوم، إذ ترى أن الاحتفاظ بطرق الإمداد عبر الحدود أمر حيوي، كما تريد أن تحرم الأسد من انتصار تخشى من احتمال أن يمنحه اليد الطولى في محادثات السلام المقترحة تحت رعاية الولاياتالمتحدة وروسيا في الشهر المقبل. ويعتقد أن قوات الأسد سيطرت على ثلثي القصير، في حين تصر المعارضة على أنها تصد أي تقدم جديد. من جانبه، قال مقاتل من حزب الله ل«رويترز»، في القصير، إن وتيرة التقدم بطيئة جدًا، مضيفا: «نحن في المرحلة الثانية من خطة الهجوم، لكن التقدم بطيء جدًّا وشاق، حيث قام المتمردون بتلغيم الشوارع والمنازل، حتى البرادات ملغمة»، على حد وصفه.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، أن قوات الأسد وحزب الله تحاول التقدم داخل المدينة على ثلاثة محاور. وقال رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد، ل«رويترز»، عبر الهاتف، إنهم «يحاولون كسب موطئ قدم في كل منطقة لم يوجدوا بها». وأشعل القتال في القصير بمحافظة حمص بوسط سوريا، شرارة الاشتباكات في مدينة طرابلس اللبنانية القريبة، وقتل أكثر من 25 شخصا في معارك في طرابلس على مدار سبعة أيام في واحدة من أكثر موجات العنف المتصلة بالصراع في سوريا دموية في المدينة الساحلية، ويتهم كل من طرفي الصراع الآخر باستغلال طرابلس لنقل الإمدادات عبر الحدود لسوريا.
وقال العقيد عبد الجبار العكيدي، رئيس المجلس العسكري بمحافظة حلب، إن المجلس العسكري المعتدل الذي يحظى بدعم دولي وكتيبة التوحيد الإسلامية، أرسلا قوات لمشارف البلدة لمساعدة مقاتلي القصير.