الناس المحترمون ينظرون إليها بدونية والثوريون يحكون رؤوسهم حيرة ولكن لا شىء يوقف زحف موسيقى المهرجانات فى مصر منذ بداية الثورة. إنه صوت الجيل الجديد. بهذه العبارة قدم الصحفى الهولندى ميشيل هوبنك تقريره عن الغناء الشعبى فى القاهرة، الذى يراه البعض مجرد فوضى وموسيقى شوارعية تناسب مزاج مستخدمى المخدرات. ونقل التقرير عن فنان المهرجانات دى جيه سادات، 26 عاما، لا يشغل نفسه بالأمر كثيرا. «البعض يقول إن ذوقنا ردىء ولكن الوارد أن ذوقهم هو السيئ، انظر لما يفعلونه فى آراب ايدول، ما نسمعه هناك من غناء مجرد هراء».
ويرصد التقرير الذى نشره موقع الإذاعة الهولندية العالمية أن التيار الرئيسى للأغنية الشعبية المصرية يصور أحلام الطبقة الوسطى من ملابس وأشياء جميلة، ولكن موسيقى المهرجانات تمثل العكس تماما. «هى اغنية ضد العاطفة وتتناول الواقع الماثل دون رتوش، حياة الناس اليومية فى الأحياء الفقيرة فى القاهرة، تعاطى المخدرات، الجنس ، الصداقة وتتناول الاشياء الاخرى التى تفسد المزاج مثل الشباشب المفقودة»، كما قال الكاتب.
يحكى التقرير أن موسيقى المهرجانات ظهرت فى الأحياء الفقيرة المحيطة بمدينة القاهرة مثل مدينة السلام والسبتية والمطرية. «انها موسيقى من قلب مصر، موسيقى متجذرة فى فن الغناء الشعبى الذى نراه فى الاعراس والموسيقى الصوفية المتوارثة، أو بالمديح، وربما تعود ايقاعاتها لزمن الفراعنة».
يقدم فنانو المهرجانات فنهم فى حفلات الزواج، وشهد عام 2009 ظهور جيل من شباب هذا الفن، مثل سادات وعمر حاحا والثنائى اوكا واورتيجا، وعرفهم الجمهور من موقع يويتيوب. يتذكر أوكا واورتيجا المرة الاولى التى سمعا فيها موسيقاهم تصدح من احدى نوافذ السيارات فقالا لصاحب السيارة أنهما صاحبا هذه الموسيقى فلم يصدقهما.
سجلت موسيقى المهرجانات ارقام مشاهدة عالية على قناة اليوتيوب بلغت ملايين المشاهدات احيانا. بعد الثورة المصرية انتقلت موسيقى المهرجانات من الاطراف لتحتل مكانة رئيسية وتصير موسيقى جيل ما بعد الثورة. تصدح هذه الموسيقى فى كل مكان تقريبا فى الشارع، التاكسى، المتاجر، وفى التلفزيون والراديو. اصبح بمقدور نجوم هذه الموسيقى تقديم عروضهم فى النوادى الليلية وخارج البلاد. اصبح السادات واورتيجا واوكا يقدمون موسيقاهم فى باريس ولندن ونيويورك.
بعد الثورة انخرط نجوم موسيقى المهرجانات فى التعليق على وتوجيه النقد للتطورات الحادثة. اغنية «تغازلها ايوه، تعاكسها لا» موجهه ضد التحرش الجنسى فى الشارع. أغنية اخرى معروفة أيضا هى اغنية «الناس تريد خمسة جنيه رصيد»، وهى تحوير ساخر لهتاف الشعب يريد اسقاط النظام، ومن هذه التنويعات: الشعب يريد موضوع جديد الشعب يريد خمسة جنيه رصيد الشعب يريد اسقاط النظام الشعب تعب بأه.