أكد محمد كامل عمرو وزير الخارجية، أن مصر قد حرصت دائما على المساهمة في تحقيق الأمن والسلم في مختلف أنحاء قارتنا الأفريقية، حيث تضع مصر - انطلاقا من قناعتها بمبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية. كامل إمكاناتها لتطوير قدرات الاتحاد الأفريقي في إدارة وتسوية النزاعات، وتدعيم آليات التنمية وإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاعات.
جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها محمد كامل عمرو في الحفل الذي أقامته وزارة الخارجية مساء اليوم الاثنين، في متحف الأمير محمد علي بقصر المنيل تحت عنوان: "النهضة الأفريقية والوحدة الأفريقية الشاملة"، بمناسبة الذكرى الخمسين لإنشاء منظمة الوحدة الأفريقية، وذلك في إطار قرار الاتحاد الأفريقي بقيام الدول الأعضاء بتنظيم احتفاليات خلال العام لإعطاء دفعة جديدة للتعاون وجهود التنمية المشتركة بين دول القارة، و تأكيدا أيضا على دور مصر التاريخي كمؤسس للمنظمة.
وأعرب وزير الخارجية عن سعادته للاحتفال معا بالذكرى الخمسين لإنشاء منظمة الوحدة الأفريقية / الاتحاد الأفريقي، والتي كانت عبر العقود الماضية بمثابة القلب النابض لمسيرة العمل الأفريقي المشترك، والآلية الجامعة لجهودنا ومساعينا في سبيل تلبية تطلعات شعوبنا نحو الوحدة والحرية والازدهار.
وقال عمرو إن ما يضيف إلى خصوصية هذه اللحظة، أن الاحتفال يجري هنا في القاهرة التي كانت دوما حاضنة للقضايا الأفريقية، ومنبرا للدفاع عن مصالح القارة، وداعما رئيسيا لكافة المناضلين في سبيل حرية القارة الأفريقية وتقدمها.
وأضاف: "وإذ ننظر اليوم إلى تلك المسيرة الحافلة من العمل الأفريقي الجماعي، وما أنجز خلالها، فلا بد لنا أن نقدم تحية إجلال وتقدير للآباء المؤسسين لمنظمتنا العريقة، الذين آمنوا بالمستقبل وعملوا من أجله بصدق وإخلاص. وسيتذكر التاريخ دائما الملحمة التي خاضتها الشعوب الأفريقية، والتضامن فيما بينها، للتخلص من وطأة الاستعمار ونيل استقلالها، واستعادة السيطرة على مقدراتها وثرواتها."
واختتم حديثه، قائلا: "كذلك شاركت مصر في مؤتمرات التضامن بين الشعوب الأفريقية، بدءاً من المؤتمر الأول في أكرا عام 1958، واستضافت القاهرة المؤتمر الثالث في عام 1961، وهي المؤتمرات التي بلورت روح التضامن بين الشعوب الأفريقية، وأفضت إلى تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، ولعل تولى مصر رئاسة منظمة الوحدة الأفريقية ثلاثة مرات، واستضافتها ثلاثة قمم أفريقية كان آخرها عام 2008، دليل على التزام مصر بدعم المنظمة".