•نافعة: زيادة الاستقطاب بين الحملات قد يعرقل الانتخابات النيابية ويمهد لدخول الجيش •عنانى: الإخوان والمعارضة يدعيان الحديث باسم الثورة وتمثيل الشعب •بدر: حملة تمرد هدفها إنهاء الحالة الرمادية فى الوضع السياسى
اتخذ العمل الثورى والسياسى مسارا جديدا عبر تدشين حملات شعبية، أصبحت أهم ملامح المرحلة النضالية الراهنة، بعد أن أثبتت الكيانات السياسية عدم قدرتها على مواجهة جماعة الإخوان المسلمين، حسبما يقول معارضو الجماعة.
وما بين «تمرد» المعارضة للإخوان و«مؤيد» التابعة لهم و«تجرد» التى دشنتها الجماعة الإسلامية، تعيش مصر حالة من الزخم السياسى ذى الصبغة الشعبية، لتكون بديلا عن التحركات السياسية التى خلفتها النخب.
«تمرد» هى الحملة الأولى التى دشنت فى 22 أبريل الماضى، بهدف سحب الثقة من الرئيس محمد مرسى، أول رئيس مدنى منتخب بعد الثورة، والعمل من أجل إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وقال محمود بدر، المتحدث الرسمى باسم «تمرد»، ل«الشروق» إن «الحملة تهدف إلى التمرد على الحالة الرمادية التى وصلت لها البلاد»، والحل هو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بعد وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم عبر محمد مرسى الذى «أخل بكل موازين العدالة وضرب بالثورة وإرادة الشعب المصرى عرض الحائط وكأن الثورة لم تقم»، وفق تعبيره.
وأكد بدر أن الحملة شعبية بالدرجة الأولى ولا تقف عند مستوى النخب السياسية، كاشفا أن «الحملة دعت الجماهير للاحتشاد أمام قصر الاتحادية كوسيلة احتجاج فى 30 يونيو وإذا لم يستجب الرئيس لمطلبنا سندعو لعصيان مدنى كوسيلة ضغط أخرى، على أن يعقبها إجراء انتخابات رئاسية مبكرة تحت إشراف رئيس المحكمة الدستورية».
فى المقابل، أعلن المهندس عاصم عبدالماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، عن إطلاق حملة تحت عنوان «تجرد» من محافظة قنا، بهدف الرد على حملة «تمرد»، ودعا عبدالماجد المواطنين للتوقيع على استمارة «تجرد» التى جاء بها «نحن الموقعين على هذا سواء كنا متفقين أو مختلفين مع الدكتور محمد مرسى الرئيس المنتخب للجمهورية، فإننا نصر على أن يكمل مدة ولايته ما لم نر منه كفرا بواحا عندنا فيه من الله برهان، عافاه الله وسدد خطاه».
ووسط حالة الترقب والتخوف من الانتشار الشعبى والإعلامى لحملة تمرد، دشن شباب من جماعة الإخوان المسلمين صفحة لتأييد قرارات الرئيس محمد مرسى، تحمل عنوان «مؤيد»، لتكون مضادة لحملة «تمرد»، وتعمل الصفحة على نشر أخبار الرئيس وإنجازاته، كما تحاول ببعض العبارات والصور الهجوم والسخرية من منافستها تمرد، ومنها العبارة «بعد فشل حملة التمرد تقرر المعارضة تدشين حملة اتمرمغ كبديل سياسى للوضع الراهن»، وأسفلها صورة لحمار مقلوب.
من جانبه، أرجع حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ظهور «تمرد» إلى إحساس القوى السياسية المعارضة بأن النظام الحالى بات يشكل خطرا على مسار الثورة، بالإضافة لفشل محاولات التغيير بالوسائل الديمقراطية.
وتوقع نافعة أن تزداد حدة الاستقطاب والصراع فى الفترة المقبلة بين الحركات الشعبية من جهة، والنخبة السياسية من جهة أخرى، محذرا من تطور القلاقل بما يمهد الطريق لتدخل الجيش فى الحياة السياسية «فكل ما يحدث بالساحة الآن يزيد من اشتعال الاستقطاب بين الجميع».
وأوضح نافعة إن ظهور حملتى «تجرد»، و«مؤيد» يأتى نتيجة القلق الذى انتاب التيار الإسلامى بصفة عامة والنظام الحاكم بصفة خاصة، من الانتشار الشعبى والإعلامى التى بدأت تحرزه تمرد.
وبشأن تأثير هذه الحملات على انتخابات مجلس النواب المقبلة قال نافعة، إن «الفوضى القائمة قد تؤثر على الاستحقاق الانتخابى المقبل، وقد يتعذر اتمامها، وإذا تمت فإن إمكانية التشكيك بها سيكون كبيرا جدا»، مطالبا بضرورة إحداث توافق وطنى قبل البدء بها.
من جهته، حمل خليل عنانى، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة دورهام، خبير الحركات الإسلامية، جماعة الإخوان والمعارضة سبب الأزمة الحالية التى تمر بها البلاد، من انقسام وتردى فى جميع المجالات المعيشية، موضحا «كلاهما يدعى الحديث باسم الثورة من جهة، وتمثيل الشعب من جهة أخرى».