قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الولاياتالمتحدة مستعدة للتفاوض مع كوريا الشمالية، ولكن على بيونغيانغ اولا ان تتخذ "خطوات جادة" للوفاء بالتزاماتها الدولية، على حد تعبيره. وقال كيري الذي كان يتحدث في العاصمة اليابانية طوكيو إن "الولاياتالمتحدة ما زالت مستعدة للدخول في مفاوضات حقيقية وذات مصداقية حول نزع السلاح النووي مع كوريا الشمالية، ولكن الكرة الآن في ملعب بيونغيانغ."
وأضاف "ان على كوريا الشمالية ان تتخذ خطوات جادة للبرهنة على نيتها الوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها."
وقال كيري، الذي ينهي جولة آسيوية اليوم بلقاء مع رئيس الحكومة اليابانية شينزو آبي، إن المحادثات التي اجراها في الصين وكوريا الجنوبية قد برهنت على ان العالم موحد فيما يخص الازمة المستمرة في شبه الجزيرة الكورية.
وقال "هناك أمر واحد لا شك فيه: اننا متحدون. لا يمكن ان يكون هناك شك في هذا."
واضاف "ان برنامج الصواريخ الكوري الشمالي لا يشكل خطرا على جيران بيونغيانغ فحسب، بل على شعبها ايضا."
وقال إن بينوغيانغ انما تسير عكس مجرى التاريخ في سعيها لبناء ترسانة نووية.
ومضى للقول "في وقت يسعى فيه العالم الى التخلص من الاسلحة النووية، وفي وقت طرح فيه الرئيس اوباما نظرة واضحة لمنع انتشار هذا النوع من الاسلحة، فإن آخر شيء نود رؤيته هو دولة او اثنتان تقفان بالضد من مجرى التاريخ والعقلانية."
وقال "إن العالم ليس بحاجة لمزيد من اسباب الحرب، ولذا فنحن سنقف معا ونرحب بالالتزام القوي الذي عبرت عنه الصين منذ يومين حول جعل شبه الجزيرة الكورية منطقة منزوعة السلاح النووي."
رفض من جانب آخر، رفضت كوريا الشمالية عرضا كانت قد تقدمت به جارتها الجنوبية لاجراء محادثات حول مستقبل منطقة كايسونغ الصناعية المشتركة، وذلك وسط استمرار التوتر في شبه الجزيرة الكورية.
ووصفت بيونغيانغ العرض الجنوبي بأنه "غير ذي معنى" ويهدف الى التمويه على مخطط لغزو اراضيها.
وانطلقت في كوريا الشمالية الاثنين الاحتفالات السنوية بعيد ميلاد مؤسس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية كيم ايل سونغ، جد الزعيم الحالي كيم جونغ اون.
ودأبت كوريا الشمالية على اظهار تقدمها العسكري في هذه المناسبة، ولذا يعتقد انها ستقوم هذه السنة باطلاق صاروخ جديد.
وكانت كوريا الشمالية قد اطلقت في نفس المناسبة في العام الماضي صاروخا قالت إنه مصمم لوضع قمر اصطناعي في مدار حول الارض بمناسبة حلول الذكرى السنوية المئوية لميلاد كيم ايل سونغ، ولكن الصاروخ تحطم بعد اطلاقه بوقت قصير.
وأدان مجلس الامن الدولي اطلاق الصاروخ باعتباره تطوير لتقنية الصواريخ العابرة للقارات.
وكانت كوريا الشمالية قد اطلقت في الفترة الاخيرة سلسلة من التهديدات ضد كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة، مما اثار الفزع في المنطقة.
كما عمدت الى سحب عمالها من منطقة كايسونغ الصناعية المشتركة، وهو جهد مشترك نادر بين الجارتين اللدودتين حيث تقوم شركات كورية جنوبية بتوفير فرص عمال لعمال شماليين.