ارتفعت أسعار المياه المعدنية فى الأسواق بمختلف أنواعها منذ أكثر من أسبوعين، وتختلف نسبة الارتفاع من منطقة لأخرى، وسجلت أسعار أغلب زجاجات المياه صغيرة الحجم زيادة لدى تجار التجزئة، لتصل إلى 2.5 جنيه بدلا من 2 جنيه.
وخلال جولة ل«الشروق» في الأسواق؛ تباينت أسعار جالون المياه سعة ال19 لترًا، ليصل لنحو 27.5 جنيه في منطقة المهندسين لدى تجار التجزئة، و30 جنيهًا في مدينة نصر، بينما بلغ سعره 23 جنيهًا في محلات الهايبر في منطقة التجمع الخامس، فيما قفز الجالون من 25.5 جنيه في مدينة 6 أكتوبر إلى 36 جنيهًا.
«السبب في زيادة أسعار المياه المعدنية، يرجع إلى انخفاض المعروض منها بعد احتراق خطوط الإنتاج بشركة نستلة للمياه، وجزء كبير من المخازن، والتى تمثل نحو 50% من حجم السوق»، تبعًا لما ذكره عادل فرغلي، مدير شركة نستلة في مصر.
ويتوقع فرغلي استمرار الارتفاع في الأسعار حتى تعاود الخطوط الإنتاج، ويتزن العرض مقابل الطلب، وهو ما لن يتم إلا فى منتصف سبتمبر، حسب تقديرات الشركة.
ولم تقتصر أسباب الزيادة على انخفاض المعروض من منتج المياه، فرجال الصناعة يؤكدون أن ارتفاع تكاليف الإنتاج دفعت بعض الشركات إلى زيادة الأسعار.
يقول ممدوح العطار، رئيس مجلس إدارة شركة «نهل» للمياه المعبأة، إن هناك زيادات كبيرة فى تكلفة الإنتاج أصبحت تتحملها المصانع، بدءًا من تكلفة الخدمات التى تقدمها الدولة من مياه، وكهرباء، ومرورًا بارتفاع الدولار الذي أثر على تكلفة المادة الخام المستخدمة في صناعة زجاجات التعبئة، مادة ال«PET»، حيث ارتفع سعر الطن منها من 6 آلاف جنيه إلى 7.5 ألف، في الوقت الذي أصبح الصناع يعانون فيه من شح تواجد الدولار في البنوك والصرافات، مما يدفعهم للجوء إلى السوق السوداء.
ويضيف العطار أن أزمة السولار أثرت سلبًا على حركة نقل المياه من المصانع إلى التجار؛ حيث كانت سيارات النقل تقوم ب5 رحلات أسبوعيًا خفضتها إلى رحلتين، وهو ما يؤثر على المعروض من السلعة في الأسواق.
ويشير رئيس شركة نهل إلى أنه اضطر إلى زيادة سعر كرتونة المياه من 20 جنيهًا إلى 23 جنيهًا للتاجر، من جانب آخر، يقول عمر مندور، المدير العام الإقليمي لشركة كوكاكولا، التي تنتج مياه «دساني»، إن أزمة تراجع المعروض من المياه المعدنية بدأت منذ فترة مع غلق وزارة الصحة لعدد من الشركات، بسبب عدم توافق الآبار التى تستخرج منها المياه مع الاشتراطات التي تضعها.
إلا إن مندور يؤكد أن شركته لم تقم بزيادة أسعار، رغم ما شهدت منتجاتها من زيادة في الأسعار لدى تجار التجزئة، مشيرًا إلى أن الأزمة التى تواجه السوق لا تقتصر فقط على قلة المعروض، أو حدوث زيادة في الأسعار من جانب بعض الشركات المنتجة، بل تمتد لغياب الرقابة على الأسواق، وعدم تفعيل دور جمعيات حماية المستهلك، مما يجعل المنتج يتداول بأكثر من سعر دون محاسبة للتجار الذين يستغلون الأمر، ويحدثون زيادات متتالية في الأسعار.
وكان جهاز حماية المستهلك، قد اجتمع مع الشركات المنتجة للمياه المعدنية الأسبوع الماضي، وتعهدت الشركات بموافاة الجهاز بشبكة الموزعين والوكلاء المعتمدين لبيع مياه الشرب المعبأة.
وأعلن في بيان له على الموقع الإلكتروني أسماء الشركات المرخص لها إنتاج المياه المعبأة، والمسموح بتداولها في السوق وهي مياه؛ حياة، وصافي، وأكوا سيوة، وسيوة، ونهل، وأكو سكاي، ومينرال، وفيرا، وأكوا، وأكوا فينا.