تقدم جيل برنهايم، الحاخام الأكبر للطائفة اليهودية في فرنسا، اليوم الخميس، باستقالته من مهام منصبه إلى المجلس الكنيسي الفرنسي، عقب ساعات من اعترافه بعدم الحصول على شهادة عليا في الفلسفة، بخلاف ما كان يدعي من قبل.
وكان المجلس الكنيسي الفرنسي قد عقد اجتماعا اليوم لبحث المسألة، وأعرب عن ترحيبه بما أطلق عليه "القرار الشجاع" الذي اتخذه الحاخام الأكبر الذي انتخب عام 2008.
وكان جيل برنهايم قد أقر أمس الأربعاء بأنه غير حاصل على شهادة عليا في الفلسفة.. معترفا بأنه كذب بخصوص حصوله على تلك الشهادة، لكنه نفى رغبته في الاستقالة من موقعه بسبب هذه القضية.
وكانت صحيفة "لكسبريس" الفرنسية قد نشرت يوم الجمعة الماضي تقريرا جاء فيه أن محررها راجع أرشيف جميع الحائزين من الجامعات على شهادة التأهيل في الفلسفة، بين عامي 1968 و1986 ولم يجد اسم الحاخام الأكبر مدون به.
وتتزامن تلك الواقعة أيضا مع إقرار الحاخام الأكبر في فرنسا الأسبوع الماضى بقيامه ب"سرقة أدبية" تم اكتشافها في كتابه الذي يحمل عنوان "تأملات يهودية" الصادر مؤخرا.
وأعرب الحاخام الفرنسي حينها عن آسفه لإنكاره في وقت سابق أمر السرقة الأدبية.. معترفا بأنه كان متسرعا في الرد على الاتهامات الموجهة إليه في هذا الصدد بعد أن رصد موقع للدراسات الفلسفية أوجه شبه كبيرة بين فقرات عدة في الكتاب وبين نصوص للفيلسوف الفرنسي الراحل فرانسوا ليوتار نشرت في كتابه "أمام القانون" عام 1996.
وأكد حاخام فرنسا، وهو أعلى سلطة دينية يهودية في البلاد، أن السرقات الأدبية التي كشفت على الإترنت "صحيحة".. مبررا ذلك بأنه كلف أحد الطلاب بسبب ضيق الوقت بجزء "من الأبحاث والصياغة" في عمله الأدبي.
وأوضح أن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها بذلك "وكان خطأ كبيرا ولكني مسؤول".
وكان موقع "ستراس" الفلسفي قد رصد منتصف مارس الماضي أوجه تشابه مثيرة بين كتاب جيل برنهايم الصادرعن دار النشر ستوك، وكلمات الفيلسوف الراحل جان فرنسوا ليوتار إلى إليزابيت فيبير التي نشرت في عام 1996 في كتاب "أمام القانون".