رفض الإعلامى المصرى باسم يوسف، محاولة تصوير ما يجرى فى مصر على أنه معركة بين «الكفرة والمسلمين»، مؤكدا فى مقابلة مع الإعلامية كريستيان أمانبور عبر شاشة CNN، إن التحقيق معه بتهمة إهانة الرئيس محمد مرسى والإساءة للإسلام عبر برنامجه السياسى الساخر «البرنامج» استمر خمس ساعات بسبب الاضطرار إلى مراجعة المقاطع المصورة والرد على أسئلة تتعلق بكل جملة وبكل تعبير. وقال يوسف فى اللقاء: «أنا مصر على أن هذا هو الوقت الأنسب لإطلاق برنامج ساخر، لأن كل ما يجرى من حولنا فيه طابع ساخر، وإذا لم نضحك وننتقده فلن يكون أمامنا من خيار سوى الموت، ربما مازال الرئيس مرسى يحب برنامجى، وهذا طبعا كان مجرد افتراض، ولكن المشكلة ليست فى الرئيس مرسى فحسب، بل فى الناس الذين يقفون خلفه».
وأضاف: «الثورة تسير إلى الخلف منذ زمن طويل.. وأظن أن الوقت حان أمام القوى الإسلامية من أجل التحرك وإثبات أنها بالفعل ديمقراطية ومعتدلة.. أنا لست قلقا على الإطلاق من التهم الموجهة ضدى.. أنا مسلم وأمارس دينى وفخور بإسلامى ومصريتى، وأرى أن الاتهامات تشبه ما كان يحصل فى زمن محاكم التفتيش، نحن فى زمن محاكم التفتيش المعاصرة حيث يلاحق الناس على آرائهم، والتذرع بالمقدسات لسجنهم.. لست قلقا لأننى لم أفعل ما يهين دينى الذى أفتخر به.. الأمر ليس حربا بين كفرة مع مسلمين».
وتابع يوسف: «لغة برنامجى ستتصاعد أكثر فأكثر، الأمر لم يرهبنى.. سأواصل العمل بالبرنامج بسقفه العالى، لن نتراجع بل سنواصل العمل عليه والاستمتاع بذلك كما كنا نفعل على الدوام».
وتعليقا على ما صدر عن مكتب الرئيس، حول استقلال النائب العام فى عمله وأن الرئيس يحترم حرية التعبير، قال باسم يوسف: «هذه اللغة سبق أن استخدمها النظام السابق، فالرئيس السابق حسنى مبارك لم يلاحق أى شخص بنفسه بل كان هناك على الدوام شخصيات مؤيدة للنظام تعمد إلى تحريك القضايا.. فى الدول الديمقراطية تعتبر القوانين التى تتيح ملاحقة الناس واتهامهم بإهانة الرئيس بسبب تعبيرهم عن آرائهم أمرا سخيفا، وهى فى الواقع أسس الأنظمة الفاشية». وأضاف: «المعضلة الحالية مع الحكومة ووسائل الإعلام التى تدعمها أنها تهاجم وسائل الإعلام الأخرى التى تتحدث عن وجود هذه المشاكل عوضا عن أنها تقوم بالعمل على حلها. هذه الحكومة تعلق فشلها على حق الآخرين بالتعبير، لدينا سلطة فشلت فى تلبية كل وعودها وهى تنتظر من الناس أن تظل صامتة وهذا لن يحصل، ولذلك لدينا هذه الاضطرابات».
وقال: «السجن اليوم بات أمرا مطروحا، وعلينا تقبل ذلك فقد يحصل فى أى وقت، وفى غضون ذلك سنواصل الاستمتاع بما نفعل».