قال وزير شئون الاستخبارات فى الحكومة الإسرائيلية السابقة دان مريدور 66 عاما، فى تصريحات خاصة أدلى بها فى بحر الأسبوع الحالى إلى صحيفة «يديعوت أحرونوت» وتطرّق فى مستهلها إلى موضوع إطاحته منقائمة تحالف «الليكود بيتنا» عشية الانتخابات العامة الأخيرة للكنيست التى جرت فى 22 يناير الماضى، إن السبب الرئيسى وراء عدم فوزه بمكان مضمون فى تلك القائمة يعود إلى نشاطه السياسى فى صفوف الحكومة السابقة والكنيست المنتهية ولايته، وخصوصا حرصه على كل ما يتعلق بسيادة القانون، وحثّه على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية مع الفلسطينيين. وشدّد على أن جمهور ناخبى الليكود قال لا لهاتين القضيتين. ● وأضاف مريدور الذى كان أحد الوزراء فى «طاقم الثمانية» الذين وقفوا بالمرصاد لكل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق إيهود باراك، فيما يتعلق بنيّتهما شن هجوم عسكرى على إيران، أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تُعتبر ممتازة، لكنها ليست قادرة على كل شىء. فمثلا، فى أثناء حرب لبنان الثانية فى يوليو 2006 كان أصحاب القرار جميعا فى إسرائيل متفائلين للغاية، بينما رأى هو أنه يجب وقف الحرب بعد أيام معدودة من شنّها لاعتقاده أن الاستمرار فيها لن يؤدى إلى أى حسم. وشدد على ضرورة أن تحدد إسرائيل فى أى حرب تخوضها فى المستقبل أهدافا عينية مقلصة قابلة للتحقيق، كما حدث فى عملية «عمود سحاب» العسكرية التى شنّها الجيش الإسرائيلى على قطاع غزة فى نوفمبر 2012.
● وأشار إلى أن أى حرب طويلة الأمد، ولا يتم مسبقا تحديد أهداف عينية لها، وضع يكون العالم كله ضد إسرائيل. وبرأيه، فإن هذا حدث فى حرب تنتهى لبنان الثانية، وفى عملية «الرصاص المسبوك» ضد قطاع غزة فى شتاء سنة 2009.
● وفيما يتعلق بآخر تطورات «الربيع العربى»، رأى مريدور أن ضعف سوريا، وانشغال أغلبية الدول العربية بشئونها الداخلية، ينطويان على تطوّر إيجابى بالنسبة إلى إسرائيل. لكنه فى الوقت نفسه، حذر من مغبة ظاهرة جديدة تشهدها المنطقة وتتمثل فى قيام منظمات «إرهابية» بالحلول محل سلطات الدول، كما حدث مثلا فى لبنان، حيث قام حزب الله ببناء قوة عسكرية هائلة لمصلحة إيران ترابط بالقرب من حدود إسرائيل.
● وأبدى معارضته تقليص ميزانية وزارة الدفاع الإسرائيلية، وقيام إسرائيل بشن هجوم عسكرى من جانب واحد على إيران. وقال إن على الولاياتالمتحدة أن تتولى كبح البرنامج النووى الإيرانى من خلال تشديد وطأة العقوبات المفروضة على طهران، وتجهيز الرأى العام الأمريكى لاحتمال شنّ هجوم عسكرى على المنشآت النووية الإيرانية، وأكد أن مثل هذه المقاربة تخدم مصالح الولاياتالمتحدة، وتعزّز مكانتها فى المنطقة.
● وأعرب مريدور عن أسفه لإسقاط الموضوع الفلسطينى من جدول الأعمال العام فى إسرائيل، وأكد أن إسقاطه يشكل خطأ فادحا. وأشار إلى أن العالم لم يعد يصدّق أن إسرائيل راغبة فى تحقيق حل الدولتين، نظرا إلى اعتقاده أن سياسة الاستيطان لا تتلاءم مع نية إحراز السلام. كما أشار إلى أنه يؤيد إجراء مفاوضات (بين إسرائيل والفلسطينيين) على أساس مبادرة السلام العربية، لكنه شدد على أن إسرائيل لا يمكنها أن تنسحب إلى حدود 1967، ولا يمكنها أن توافق على حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
● وفيما يتعلق بموقف رئيس الحكومة إزاء النزاع الإسرائيلى الفلسطينى، قال مريدور إن نتنياهو يتبنى موقفا فحواه إمّا التوصل إلى اتفاق شامل، وإمّا استمرار الوضع القائم، وشدّد على أن الخيار الثانى خطر للغاية.