ما الأسباب الحقيقة وراء قرارك المفاجئ بالاعتذار عن تدريب الأهلى المصرى؟ فى الحقيقة كان لدى طموح كبير لتحقيق إنجازات كبيرة وبطولات مع نادٍ عظيم مثل الأهلى الذى يضمن النجاح لأى مدرب. لقد زرت القاهرة لمدة يومين تعرفت خلالها إلى أحوال الفريق الفنية، وبدأت أميل إلى قبول المهمة، لكننى فى السنوات الثلاث الأخيرة كنت خارج البرتغال.. بعيدا عن أهلى الذين أصبح وجودى بينهم ضروريا، لذلك قررت العودة إلى البرتغال. هل كان لضيق الوقت المتاح أمامك للتغيير تأثير فى قرارك؟ لا، وأرجو ألا يتحول الأمر إلى شكوك واجتهادات لا أساس لها من الصحة، والحقيقة أنه خلال هذين اليومين حدثت أشياء جعلتنى أتخذ قرارى الصعب، أحداث لم أكن أفكر فيها أو أتوقعها، هذا كل ما حدث. عدم تحمس مسئولى الأهلى للاستعانة بأرنالدو كارفالو هل عجل باتخاذك القرار؟ بالنسبة للجهاز الفنى أعتقد أننا كان يمكن أن نصل إلى حل بالتراضى، حل يرضى جميع الأطراف، وأكررها مرة أخرى لم يكن ذلك السبب الرئيسى فأرنالدو كارفالو يعمل معى منذ عشر سنوات، وتربطنى به علاقة قوية، وبعيدا عن إعجابى به من الناحية الإنسانية، فأنا مقتنع تماما بأدائه واجتهاده فى عمله، الأمر بالنسبة لى أننى اقتنعت بأنه لو كان ليس لى خيار سوى اتخاذ القرار، فإن من الأفضل أن أتخذه الآن، ولا أنتظر شهرا ثم أعلنه لأن ذلك لن يكون بكل تأكيد فى مصلحة النادى. اعترفت قبلها بأيام وفى حوار مع صحيفة برتغالية أنك سعيد بتدريب الأهلى، ما الذى غير قناعتك؟ لقد سألونى لو طلب منك النادى الأهلى تدريبه فهل تقبل أم ترفض، وأجبت بنعم بكل تأكيد والإجابة نفسها كنت سأرددها لو سئلت هل تحب تدريب نادى الهلال السعودى أو بيرسيوليس بيروزى الإيرانى أو كاشيما إنتلرز اليابانى، فمن الطبيعى أن يشعر أى مدرب بالفخر والسعادة لتدريب أحد هذه الأندية الكبيرة والأهلى أكبر نادٍ فى مصر وأفريقيا، ونادٍ له سمعة عالمية، وإلى جانب ذلك إننى أحب مصر واعتبرها بلدى الثانى، خاصة أن عائلتى تجرى فى عروقها دماء مصرية، إحدى بناتى متزوجة من مصرى. هل ترى أن مانويل جوزيه ترك لك مهمة ثقيلة بعد كل هذه الألقاب والبطولات التى أحرزها؟ اتفق معك فى هذا، فالتركة ثقيلة، لكن فى الوقت نفسه لا تنس أن الحياة عبارة عن تحديات دائمة وكنت أعلم جيدا أن النادى الأهلى أحرز خمس بطولات دورى متتالية، وثلاث بطولات أفريقية فى الأعوام الأخيرة، وذلك يعتبر حافزا وليس عقبة. لكن المشكلة أيضا وباعتراف مانويل جوزيه أن الفريق بحاجة إلى عملية تجديد شاملة.. هذا صحيح، لأن أعمار الفريق تقترب من 30 عاما، ولكن كرة القدم المصرية مستواها مرتفع رغم كل ما بها من متناقضات كبيرة، وخير مثال على ذلك نتائج وعروض المنتخب المصرى فى بطولة العالم للقارات، لقد كاد يهزم البرازيل، وخسر بصعوبة وفى الوقت القاتل، ثم قدم مباراة رائعة أمام إيطاليا بطلة العالم وهزمها، وبعد ذلك انهزم من الولاياتالمتحدةالأمريكية رغم أن الكل كانوا يتوقعون أن يفوز المصريون بسهولة، ثم إن مجال الاختيار واسع، وكان من السهل ضم عناصر جديدة بسرعة، خاصة أن الأهلى يملك تشكيلة أساسية قوية، وناشئين ولاعبين صغار السن مستواهم مرتفع، وكل ما كان يحتاجه الفريق هو الإحلال والتبديل بصورة تدريجية، خاصة فى بعض المراكز وهناك بالفعل رؤية واضحة لهذه المشكلة، وكنت أدرك بأننى سأجد لها الحل والبديل المناسب، وكنت مقتنعا بشدة بفكرة تجديد دماء فريق فاز بكل شيء فى كرة القدم. البعض يربطون بين رفضك تدريب الأهلى وبين تدريبك الزمالك فى الماضى الذى نجحت معه وهزمت الأهلى؟ بالتأكيد لقد فكرت فى هذا الأمر، ولكنه لم يستغرق منى وقتا طويلا، فالكل يعرفون أننى دربت الزمالك وحصلت معه على بطولات عديدة، ومع ذلك لم يمنع هذا الأهلى من مفاتحتى فى تدريبه، وكنت على استعداد لتكرار النجاح فى الأهلى هذه المرة، وفى النهاية فإننى مدرب محترف، وهذه المسألة لا تشكل لى أية مشكلة، فأنا أسعى إلى النجاح مع أى فريق أدربه وكنت سأخدم الأهلى بإخلاص وحب مثلما حدث مع الزمالك. هل صحيح أنك تحدثت مع مانويل جوزيه لفترة طويلة فى الأيام الأخيرة؟ لقد تحدثت معه، وللعلم فإننى أتواصل معه بصورة منتظمة، وبيننا علاقة صداقة قوية تربط أيضا بين أسرتينا، وقد كان جوزيه هو ثانى شخص بعد زوجتى يعرف أننى سأدرب الأهلى، ولكننى للأسف لم أستطع أن أخوض هذه التجربة لظروف خارجة عن إرادتى. يتردد أن جوزيه هو من رشحك لتدريب الأهلى؟ هذا فخر لى وشرف كبير، لكن لا تنس أيضا أننى حققت إنجازات كبيرة مع الزمالك، وحصلت معه على بطولة الدورى من دون أية هزيمة، وهو إنجاز لم يتكرر وغير مسبوق فى تاريخ النادى، وهو شىء يحسب لى وأعتقد أنه كان فى ذهن مسئولى الأهلى وهم يفاتحوننى، بل إن إنجازاتى مع الزمالك كانت هى الدافع الأساسى لكى يختارنى الأهلى. المحرر : بالطبع كان هذا الحوار قبل أيام من تعاقد فينجادا مع فريق فيتوريا جيمارايش البرتغالى.