وصف جريدة «فورين بوليسي» الأمريكية، الأزمة الراهنة في مصر ب«المأساة التي تتحول تدريجيا إلى مهزلة»، ونقلت عن الناشط الحقوقي ناصر أمين قوله، رئيس المركز العربي لاستقلال القضاء، إن «الدستور مزحة تحولت إلى جد». وأضافت الصحيفة، في تقرير عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الخميس، أن وثيقة الدستور «صدرت في ظروف مأساوية»، وقالت إن الأحداث الجارية قد تأخذ سلسلة من التحولات الغير متوقعة، تنذر بأن المرحلة القادمة مقلقة وقد تعوق المرحلة الانتقالية في لبلاد.
وأشارت الجريدة إلى أن الأزمة بدأت بحكم المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب المنتخب في يونيو 2012، حيث وضعت المحكمة نفسها في صراع سياسي، واعتبرت كثير من الأوساط أنها تعمل كمؤسسة حزبية، مما أدى إلى تظاهر إسلاميين للمطالبة بتطهير القضاء، مضيفة أن موقفها «جعلها بطلة لأولئك الذين رأوا أنها توفر حصنا ضد السيطرة الإسلامية»
وقالت «فورين بوليسي» إن الدستور الجديد ينص للمرة الأولى على أن الرئيس لم يعد لديه سلطة حصرية لتشكيل الحكومات، وأن البرلمان المنتخب أصبح شريكًا في ذلك، لدرجة قد تمنح البرلمان صلاحية تشكيل الحكومة دون اشتراك رئيس الجمهورية نفسه، ما يعني أن الحكومة المقبلة قد تكون «معادية» للرئيس الحالي، وهو ما يمكن رئيس الوزراء من استخدام حيثيات حكم القضاء الإداري الأخير، والتي اعتبرت أن الدستور يفرض على الرئيس الحصول على موافقة رئيس الجمهورية قبل اتخاذ القرارات التي لا تنطبق عليها صفة «السيادية»، لمنع الرئيس من الانفراد باتخاذ القرار.