لمناسبة اليوم العالمى للمسرح، اختارت الهيئة الدولية للمسرح الإيطالي الكاتب داريو فو لكتابة رسالة المسرح إلى العالم دعا فيها إلى احتضان الشباب والتجديد ونبذ التطرف والأفكار الهدامة. وفيما يلي فقرات من نص الرسالة التى ترجمها إلى العربية الدكتور يوسف عايدابي: منذ زمن سالف بعيد، حلت قوة التعصب مشكلة عدم تحملها لممثلي الكوميديا الهزلية بطردهم إلى خارج البلاد.
واليوم يواجه الممثلون وجماعات المسرح الصعوبات في العثور على المسارح العامة ودور العرض وحتى المشاهدين.. كل ذلك بسبب الانهيار الاقتصادي؛ لذلك لم يعد الحكام مهتمين بأمر السيطرة على أولئك الذين يعبرون عن أنفسهم بالسخرية والتهكم، طالما لم يعد هناك من مكان للممثلين، بل ولا يوجد جمهور نظارة لمخاطبته.
على النقيض، ففي أثناء عصر النهضة، وفي إيطاليا، كان على أولئك الذين في الحكم أن يبذلوا جهدا مهما لكي يحملوا ممثلي الهزليات ليبعدوا بعيدا عن جمهور كبير استمتع بعروضهم كثيرا.
لقد بات معروفا أن النزوح الجماعي الواسع للاعبي الكوميديا المرتجلة حدث في قرن الإصلاح ،الذي أمر بتفكيك كل خشبات المسارح خصوصا في روما، حيث اتهم الممثلون بإهانة المدينة المقدسة.. لقد أمر البابا الثاني عشر في العام 1697، تحت ضغط الطلبات الملحة من الفئة الأكثر محافظة من البرجوازية ومن الدعاة الرئيسيين لرجال الكنيسة، بهدم مسرح توردينونا الذي، طبقا لفلاسفة الأخلاق، قد نظم العدد الأعظم من العروض غير اللائقة، يستخلصون من مثل هذا العبء الثقيل منافع مستحيلة التصور بلا شك لأجل تمثيل وتشخيص جديد.