قضى أهالى شبرا ليلة دامية، أمس الأول، بعد تجدد الاشتباكات بالأسلحة النارية وزجاجات المولوتوف بين عائلتى العسال وجمال صابر، منسق حركة «حازمون»، على خلفية أحداث شغب خلفت 3 قتلى وعشرات المصابين، الأحد الماضى، إثر مشاجرة بسبب لعب مباراة كرة قدم. ورصدت «الشروق» حالة الذعر التى عاشها الأهالى بعد إطلاق أعيرة نارية بكثافة بين أنصار العائلتين وتبادلوا خلالها إلقاء زجاجات المولوتوف والحجارة، حتى تمكنت قوات الأمن من السيطرة على الأوضاع، وكانت المواجهات قد تجددت فى الخامسة مساء الثلاثاء الماضى عندما قطع العشرات من عائلة العسال شارع شبرا الرئيسى بوضع إطارات السيارات المشتعلة، فى محاولة للأخذ بالثأر من عائلة جمال صابر، بعد مقتل 3 من ابنائهم هم سعد السيد حسن، 16 عاماً، محمد حسن الرفاعى، 22 عاماً، وعبدالغنى السيد، 29 عاماً، وهو ما اسفر عن حالة تكدس مرورى.
ومع استمرار اطلاق النيران وتبادل إلقاء الحجارة بين الطرفين توقفت الحالة المروية تمامًا فى شارع شبرا وأغلقت المحال التجارية أبوابها، وسادت حالة من الترقب والخوف بين ساكنى المنطقة وخلت الشوارع من المارة، وعقب دقائق وصلت مدرعتان تابعتان لقوات الأمن المركزى وضباط شرطة يرتدون دروعا واقية ضد الرصاص، وأغلق الأمن شارع المسرة وفرض كردونا أمنياً بشارع شبرا، فاضطر أنصار عائلة العسال لإخفاء اسلحتهم وفروا هاربين بالشوارع الجانبية، وفى المقابل كثفت الشرطة وجودها أمام قسم شرطة روض الفرج تحسباً لمحاولة اقتحامه.
وفى السابعة مساء ألقت الأجهزة الأمنية القبض على جمال صابر تنفيذا لقرار النيابة بضبطه واحضاره، لضلوعه فى الاشتباكات، وخرج المتهم من منزله معصوب العينين، وتم اقتياده إلى إحدى سيارات ترحيلات الأمن المركزى. وقال شاهد عيان ل«الشروق إن قوات الأمن المركزى داهمت منزل منسق حركة حازمون بعد أن فشلت محاولته فى الهرب، وخرج من منزله معصوب العينين وسط تشديدات أمنية مكثفة خشية محاولة تهريبه، وأضاف: «فور إلقاء القبض على جمال صابر تعالت الزغاريد وصيحات الفرح من أهالى المنطقة وهتف العشرات مسلم ومسيحى إيد واحدة، واعتبر الأهالى أن القبض على الشيخ جمال أجهض أحداث عنف كانت يمكن أن تسقط مزيدا من الأبرياء».
وأكد محمد مصطفى، 44 عاماً، أحد اقارب المتهم جمال، أن الاتهامات الموجهة إلى منسق حازمون باطلة والغرض منها إضعاف شعبيته التى تجاوزت ملايين المصريين، مشيرا إلى أن صابر حاول جاهدا السيطرة على الموقف قبل أن يتفاقم، ولكن أنصار عائلة العسال أطلقوا النيران على المنازل بشكل عشوائى وأحرقوا السيارات وحطموا المحال التجارية بالشارع، مؤكداً أن نجل المتهم كان موجودا فى عمله وقت وقوع المشاجرة، وليست له أدنى علاقة بواقعة القتل أو إطلاق النار على أهالى العسال.
وقال عدد من الأهالى إنهم طالبوا عددا من الرموز والشخصيات المعروفة وعلى رأسهم الدكتور محمد البرادعى، وحمدين صباحى وعددا من نواب مجلسى الشعب والشورى عن المنطقة بينهم محامى الجماعة الاسلامية ممدوح إسماعيل والدكتور جمال زهران، لعقد مبادرات شعبية لتهدئة الطرفين وحقن الدماء محذرين بأن الوضع فى المنطقة ينذر بالخطر.
وفى المقابل وجه عدد من سكان المنطقة اللوم للقوات الامنية بسبب التقاعس الشديد فى احتواء المواجهات خلال اليومين الماضيين، وتعريض حياة الأهالى للخطر، وأكد بعضم أن الأمن التزم الحياد طيلة المواجهات وإطلاق النيران بين العائلتين، ولم تتدخل إلا بعد هدوء الأوضاع وتوقف الاشتباكات، وقال أحدهم: «أليست شبرا بمسلميها وأقباطها لا تتساوى مع مجرد مبنى خاص بالإخوان المسلمين».
وأوضح عدد من الأهالى التزامهم البقاء فى منازلهم طيلة الاشتباكات وأن بعض بيوتهم تعرضت لتحطيم نوافذها جراء إلقاء زجاجات المولوتوف والحجارة، وناشدوا وزير الداخلية تكثيف الوجود الأمنى فى المنطقة خوفا من تجدد الاشتباكات مرة اخرى.
ومن جانبه أكد العميد ناصر حسن، رئيس مباحث قطاع شمال القاهرة، أن القبض على جمال صابر جاء تنفيذاً لقرار صادر من النيابة العامة بضبطه واحضاره، بعد أن اتهمه أهالى أحد قتلى الاشتباكات بأنه حرض نجله على القتل وإثارة العنف بالمنطقة.
وأضاف: «تحريات المباحث أكدت وجود جمال صابر فى مكان الاشتباكات مساء الأحد الماضى، وتحريضه لأقاربه وأنصاره على إطلاق النيران من أسلحة آلية كانت بحوزتهم، باتجاه أهالى عائلة العسال، ويواجه صابر تهمة حيازة أسلحة غير مرخصة والتحريض على القتل وإثارة الشغب»، مشيرا إلى أن اللواء أسامة الصغير، مدير أمن القاهرة، أمر بدفع بتعزيزات أمنية وتكثيف الجهود لضبط المتهمين من الطرفين.