قال بولنت أرينتش، نائب رئيس الحكومة التركية: "يسر الله لنا التوقيع على مئات التعديلات القانونية وغيرها من التعديلات التي من شأنها تحقيق السلام الاجتماعي"، مشيرًا إلى أن مفاوضات السلام التي تجري حاليا في تركيا، قد تناولت مناقشة عدة قضايا لم يكن أحد يجرؤ الحديث فيها من قبل. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها المسؤول التركي أمام مؤتمر بعنوان "التغيير في تركيا، ورؤيتها للعام 2023، وأوروبا"، والذي نظمته كل من جامعة "هومبولدت"، ومؤسسة مؤسسة كونراد أديناور (KAS) ، وذلك في العاصمة الألمانية برلين، التي يزورها المسؤول التركي حاليا.
وأضاف أرينتش الناطق الرسمي باسم الحكومة التركية، أن بلاده قطعت شوطًا كبيرًا ومهما من حيث إرساء قواعد الديمقراطية في سياستها الداخلية، لافتا إلى أن مفاوضات السلام الحالية تتمحور حول عدة موضوعات وقضايا ماكن أحد يجرؤ في البلاد أن يناقشها من قبل.
وتابع قائلا "لقد نجحنا في توقيع مئات التعديلات التي من شأنها تحقيق السلام والسلم المجتمعيين"، مشيرًا إلى أن القوانين والتعديلات الجديدة تضمن حقوق غير المسلمين بشكل أفضل، وأن طلباتهم ستتم تلبيتها بآليات ديمقراطية واضحة.
وأشار أرينتش إلى أن الفترات السابقة شهدت وجود آليات كان من شأنها عرقلة الحوار وثقافة النقاش بين فئات المجتمع الواحد على اختلاف مشاربهم، مبينا أن ثمة تحول كبير حدث في العلاقة التي تربط الدولة ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة، وأن تركيا تحولت من دولة كانت ترى في تلك المنظمات تهديدًا عليها، إلى دولة أصبحت تحث تلك المنظمات على العمل وبذل مزيد من الجهود للرقي بالمجتمع على اختلاف أطيافه .
يشار أن ثمة مفاوضات غير مباشرة، تجري منذ أكتوبر الماضي، بين الحكومة التركية، وعبد الله أوجلان زعيم منظمة "بي كا كا" الإرهابية، بوساطة من حزب السلام والديمقراطية المعارض (حزب كردي)، وبحضور ممثلين عن الاستخبارات التركية، بشأن الخطوط العريضة لاتفاق ينهي أعمال الإرهاب، التي أودت بحياة نحو 40 ألف شخص منذ العام 1984، وفي خطوة تهدف لإقناع عناصر المنظمة بالتخلي عن السلاح، وصولًا إلى حل المسألة الكردية، وتحقيق المزيد من الاستقرار في البلاد.