«ما نشرته الشروق هو ربع الموجود لديها من تسجيلات، والتى تصل إلى أربع ساعات كاملة، ولكن أرجو حفاظا على المهرجان، وعلى مصر أن نبدأ صفحة جديدة».. بهذه الكلمات تحدث رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الدكتور أحمد مجاهد أمام وسائل الإعلام المختلفة فى مؤتمر صحفى موسع بمدينة السويس لحسم الجدل حول مهرجان فنون دول البحر الأحمر. كلمات مجاهد أعلاه نقلتها حرفيا من البيان الرسمى الصادر عن هيئة قصور الثقافة والموزع على جميع الصحف، غير أن بعض الصحف، إلا من عصم ربك من المرض النفسى، رأت فى بيان قصور الثقافة تشكيكا فى مصداقية «الشروق» وانتقادا لها كونها كانت صاحبة السبق فى الكشف عن أزمة عنيفة بين إدارة المهرجان المستقيلة فى ظروف غامضة ممثلة فى الدكتور على السويسى، وبين وزارة الثقافة على خلفية اتهام السويسى لفاروق حسنى بممارسة ضغوط لإشراك إسرائيل فى المهرجان، والتلويح بنقله خارج السويس فى حالة الرفض. بعد دقائق من انتهاء المؤتمر الصحفى بالسويس جرى اتصال بين الدكتور أحمد مجاهد وبين كاتب هذه السطور بدأه مجاهد بالشكر والتقدير لموقف «الشروق»، والتأكيد على أنه موقن تماما أن حرفا واحدا مما نشرته الجريدة لا تشوبه شائبة اختلاق أو تضخيم، بل إنه فاجأنى بأنه يعلم أن ما نشرته «الشروق» هو ربع ما لديها من تصريحات موثقة ومسجلة لمدير المهرجان المستقيل ضد وزير الثقافة وضد أحمد مجاهد شخصيا. وأثناء المؤتمر مرة أخرى وفقا للبيان الرسمى من قصور الثقافة تساءلت الزميلة الإعلامية وفاء عوض: «معلقة على الزوبعة والحرب الإعلامية التى نشرت بين مؤيد ومعارض ثم يعتذر الدكتور على السويسى فى الخفاء: أليس من حقنا أن نراه أم هل الدكتور السويسى ضحية؟»، وهنا رد عليها المحافظ قائلا إن من حق أى فرد أن يستقيل، والسويسى قدم استقالته وكتب فيها الأسباب، وليس لدىّ أى شىء رسمى يدينه. وإذا كان بعض المرضى النفسيين قد اعتبروا أن ما جرى يمثل إدانة لما نشرته «الشروق» حول هذا المهرجان فإننا نضع أمام القارئ عدة حقائق: فوجئنا يوم الأربعاء الماضى بورقة صغيرة موقعة من الدكتور على السويسى مدير المهرجان المستقيل، وعليها توقيعان لاثنين من الشهود، وهما من كبار موظفى قصور الثقافة يتملص فيها السويسى مما سبق وأن قاله عن تعرضه لضغوط رسمية تهدف إشراك إسرائيل فى المهرجان.. وجرى اتصال بينى وبين السويسى باغتنى فى بدايته برجاء، وهو أن أعتبر: «الورقة الخايبة اللى وصلتلك وعليها توقيعى كأن لم تكن»، سألته: أليس هذا توقيعك يا دكتور؟ قال: نعم لكنه توقيع اضطرارى كى أنقذ المهرجان. أعدت عليه السؤال: هل هى صفقة للاحتفاظ بالمهرجان فى السويس؟ قال: بالضبط هى كذلك. سألته مجددا: وحكاية الضغوط التى مورست لإشراك إسرائيل، أجاب: حدث وكل كلمة نشرتها «الشروق» على لسانى صحيحة. وانتهت المكالمة بأن ألح السويسى مجددا فى طلب عدم نشر «الورقة الخايبة»، التى وقع عليها، وحين قلت له ربما تنشرها صحف أخرى أكد لى أنها كتبت للإرسال إلى جريدة «الشروق» فقط فى إطار صفقة إنقاذ المهرجان. تلك هى القصة باختصار لمن يريد أن يعرف، أما من يريد أن يمارس نزق الصبية فى الموالد والأفراح الشعبية، فأحيله إلى رئيس هيئة قصور الثقافة ليسأله، وأتحدى الثعالب الصغيرة أن تنشر ما ستحصل عليه من إجابات بلا تحريف أو تشويه.