اعترض الناشرون، المشاركون فى مسابقة تأليف الكتب المدرسية للعام الدراسى المقبل 2013 2014 خلال اجتماعهم، مع مدير مركز تطوير المناهج بالوزارة، الدكتور محمد رجب، على عدة نقاط أهمها، ضيق وقت التأليف، والجدوى الاقتصادية من التأليف، الأمر الذى يعيق انتاج كتاب جيد يحقق الفائدة للطالب. وأبدى الناشرون فى اجتماعاتهم، التى استمرت يومين، نهاية الأسبوع الماضى، بحضور مستشار كل مادة، عدة ملحوظات بشأن المواصفات الفنية للكتب والتى اعتبروها غير واضحة، فى مقدمتها عدد صفحات الكتاب وألوانه وكيفية تقسيم محتواه.
وأكد أحد الناشرين المشاركين فى المسابقة أن الاجتماعات ركزت بشكل أساسى على ضرورة انتاج كتاب جيد من حيث المضمون بعيدا عن الحشو وأن يتلافى جميع الأخطاء الموجودة فى الكتب التى تدرس الآن.
وعن تقييم الكتب الفائزة، كشف أحد ممثلى دور النشر أنه سيكون بنظام الدرجات، فكتاب التلميذ، له درجات ودليل المعلم له درجات أخرى وكراسة الأنشطة لها درجات ثالثة، والناشر الفائز يكون الحاصل على 90% فأكثر من مجموع هذه الدرجات.
وأضاف: أن من بين شروط المسابقة أن يلتزم الناشر الفائز بالمشاركة فى ورش عمل تنظمها الوزارة بصورة مركزية للموجهين والمعلمين حول كيفية بناء الكتاب واستخدامه، وذلك طوال فصل دراسى كامل قبل طرح الكتاب المدرسى، والتزاما أيضا بتطوير المنتج خلال العام الدراسى الأول لتطبيق الكتاب، لما يرد عليه من ملحوظات موضوعية وشكلية، وتتحمل دار النشر تكلفة كل ذلك، وتعجب من أن الوزارة تنتظر من الناشر تحمل تكلفة التدريب رغم ضعف المكافأة.
وقال أحد ممثلى دور النشر، إن الوزارة وعدت بعقد اجتماعا آخر مع الناشرين بعد أسبوعين للاجابة عن استفساراتهم بخصوص أدلة التحكيم التى سلمتهم لهم، مشيرا إلى أن الوزارة ستسلم الناشرين غير الفائزين استمارات تقييم تظهر تفاصيل تقييم كل كتاب وذلك للاستفادة منها فى المستقبل.
ولفت إلى أن الوزارة سبق ووعدت بهذه التقييمات عشرات المرات خلال السنوات السبع الماضية، ولكن ذلك لم يحدث أبدا.
وفى اجتماع مادة اللغة العربية، كشف أحد الناشرين أن الدكتور محمد رجب، مدير مركز تطوير المناهج، طالب المؤلفين بضرورة إعداد كتاب شيق يحبب الطلاب فى هذه المادة التى هجروها.
وبسؤاله عن الحجم المطلوب للكتب أو عدد صفحاتها، أجابهم رجب: «حجم الكتاب، وأسلوب عرض المعلومات به، متروكان للناشرين بشرط الالتزام بالمعايير الموجودة فى دليل التأليف»، وسأله أحد الحضور من الناشرين: «لو ألفت كتابا مكونا من 200 صفحة وألفه غيره فى 150 صفحة واستوفى الشروط والمعايير المطلوبة من سيفوز»، فأجابه رجب: الكتاب المكون من أقل عدد صفحات سيفوز فى حالة مراعاته جميع المعايير.
واشتكى الناشرون من ضيق الوقت المخصص لعملية التأليف، لأنهم مطالبون بتسليم الكتب فى 30 أبريل المقبل، ووعدهم رجب بدراسة مطلبهم والرد عليهم فى أسرع وقت، ولكنه طالبهم بالعمل على أساس أن التسليم سيتم فى الموعد المذكور مسبقا دون تغيير.
وفى اجتماع مادة العلوم، قال أحد الناشرين: إنه لا توجد لديهم مواصفات فنية محددة للكتاب من حيث عدد صفحاته وألوانه وكيفية ترتيب الوحدات به، وأوضحت مستشارة مادة العلوم للناشرين، أن للمؤلف الحرية فى ترتيب محتويات الكتاب بالطريقة التى يراها مناسبة، وطالبتهم بتقسيم المنهج إلى وحدات وفصول وعدم تعريب المعادلات.
وفى اجتماع مادة الدرسات الاجتماعية، انتقد أحد الناشرين ضعف مستوى المناهج العام الماضى وخاصة منهج الجغرافيا، وأوصى بضرورة مراعاة جودة الطباعة للكتب خصوصا فى هذه المادة لاحتوائها على خرائط تكاد تكون غير واضحة للتلاميذ بسبب رداءة الطباعة كما هو الحال فى الكتب الحالية، وبادرت مستشارة المادة الرد عليه وهى تغادر الاجتماع قائلة: «كنا مضطرين لكى يفوز هذا الكتاب العام الماضى وهو فعلا كان غير متناسق»، وبسؤال الحضور لها، ولماذا كان الاضطرار، التزمت المستشارة الصمت ولم ترد.
ومما يدل على إحجام العديد من الناشرين الاقبال على عملية تأليف الكتب المدرسية، اشتراك ثلاثة ناشرين فقط فى تأليف مادة الرياضيات، الأمر الذى دفع مستشار المادة التعليق على ضعف المشاركة بالأمر المقلق على مستقبل تأليف كتب المادة.
وانتقدت ممثلة احدى دور النشر المتخصصة فى تأليف كتب اللغة الانجليزية، خلال اجتماع المادة، اشتراط 4 شهور فقط لتأليف كتب المادة من الصف الأول الابتدائى للثالث الثانوى، على الرغم من استغراق عملية التأليف فى أى دولة أخرى لكتاب مرحلة دراسية واحدة سنتين أو أكثر، وانتقدت أيضا ضعف المكافأة المقدمة مقارنة بما سيتحمله الناشر، وقالت: «لتأليف كتب 12 سنة دراسية نحتاج أربع أضعاف المكافأة المقدمة على الأقل».
واشتكت من عدم وجود جدوى اقتصادية من عملية التأليف، وقالت إن المطلوب من ضمن كراسة شروط المسابقة فى منهج الصفوف الأول والثانى والثالث الابتدائى cd تفاعلى إلى جانب الكتاب وكراسة الأنشطة ودليل المعلم، وهنا ردت المستشارة فى ذلك الشأن، وقالت: «الصفوف من الأول إلى الثالث رصد لهم مكافأة مالية قدرها 450 ألف جنيه».
وكشفت أن الدكتور محمد رجب أعلن أن من خطة الوزارة فى المرحلة المقبلة أن يكون الناشرون مسئولين عن مسألة تأليف وطبع الكتب المدرسية بجميع خطواتها على أن يكون دور الوزارة مقتصرا على وضع المعايير فقط.
من جانبه، قال الدكتور محمد رجب مدير مركز تطوير المناهج، فى تصريحات صحفية، إن الوزارة أعطت لدور النشر مساحة من الابداع فى ترتيب الوحدات وعدد الصفحات وتوظيف المادة، وذلك فى ضوء الالتزام بالمعايير الموجودة فى دليل التأليف.
وناشد رجب ممثلى دور النشر، والتى يعمل معظمها فى الكتب الخارجية، الاهتمام بالكتب المدرسية لمواجهة الكتب الخارجية والدروس الخصوصية من خلال عمل كتب ملحق بها كراسات للأنشطة التى تغنى الطالب عن الكتب الخارجية والدروس الخصوصية.
وقال رجب: «الهدف من فصل كراسة الأنشطة عن الكتاب المدرسى هو التركيز على إكساب المهارات التى تبنى على التفكير والتواصل وتتضمن التدريبات والامتحانات، بالإضافة إلى العمل على إعادة استخدام الكتاب المدرسى عدة مرات بدلا من طبع كتب جديدة كل عام».
وعلق أحد الناشرين على هذه التصريحات بأن الناشرين على استعداد تام لاعداد كتب على أعلى مستوى وتنفيذ كل ما تريده الوزارة فى هذا الشأن ولكن فى حالة وجود جدوى اقتصادية من عملية التأليف، ومنح الناشرين فرصة حقيقية تقابل المخاطرة التى يخوضونها.