محسن عشري وأميرة محمدين وحلمي ياسين ومحمد نصار ومحمد عبد المجيد اتسعت حالة الإضرابات، في مدينة بورسعيد، لليوم الرابع على التوالي، وضمت قطاعات جديدة، بجانب توقف جمارك غرب وشرق بورسعيد عن العمل، وتعطل شركة قناة السويس للحاويات.
كما تمددت الاحتجاجات، اليوم الخميس، في بعض جوانب محافظة الاسماعيلية، بعد انضمام العاملين بالضرائب العقارية إلى جموع المتظاهرين.
وباءت محاولات الجيش الثاني، بمحاصرة الإضرابات بالفشل، بعد رفض منظمي العصيان، الذين اغلقوا الطرق المتجهة للميناء، الدخول في أي حوار أو مفاوضات، مع ممثلي القوات المسلحة، مشترطين، الاستجابة للمطالب التي تسلمها اللواء أركان حرب أحمد وصفي، قائد الجيش الثاني الميداني من أهالي الشهداء.
وتواصل شركة قناة السويس للحاويات التي تعمل بالميناء المحوري بمنطقة شرق تفريعة بورسعيد، توقفها لعدم ذهاب عمال الورديات الأربعة البالغ عددهم نحو 1500 فني، بعد انضمامهم للعصيان المدني.
ومازالت ست بواخر عملاقة راسية داخل رصيف المحطة التي علقت أوناشها العملاقة انتظار لإنهاء حالة العصيان وعودة العاملين بالورديات للعمل الأمر الذي تسبب في تأخير السفن وترك السفن بالغاطس أمام الشاطئ المواجه لميناء بورسعيد وزيادة الخسائر الشركة.
على جانب آخر، أعلن جلال الويشي، رئيس إدارة مصلحة الجمارك أن منطقتي جمارك غرب وشرق بورسعيد، توقفتا تماماً عن العمل وهو ما تسبب في خسائر فادحة وتوقف حركة التجارة ببورسعيد.
وقررت القوى السياسية، في المدنية، إقامة منصة بساحة ميدان الشهداء، لمحاكمة شعبية رمزية، لقيادات النظام الحاكم، في مقدمتهم، رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء هشام قنديل، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، واللواء محسن راضي مدير أمن المحافظة. ومن المقرر أن تضم هيئة المحكمة مجموعة من المحامين، من بينهم صفوت عبد الحميد نقيب محامى بورسعيد، وأشرف العزبي الناشط الحقوقي، وسيتم تقديم أدلة الادانة، والتي تتضمن مقاطع فيديو مسجلة ضد جنود الشرطة وشهود عيان على تعمد القناصة ضرب الضحايا في مناطق قاتلة بالرأس.
كما أعلنت القوى السياسية، عن تنظيم سلاسل بشرية على الممشى السياحي وحجر تمثال ديليسيبس الذي يطل مباشرة على ممر المجرى الملاحي لعبور قوافل السفن بقناة السويس، وتم عمل بانوراما لصور جميع الشهداء بساحة حديقة المسلة. واعتبر حزب مصر القوية، بمحافظة بورسعيد أن قرار رئيس الجمهورية بتقديم مشروع قانون لمجلس الشورى لعودة المنطقة الحرة ببورسعيد في ظل الضعف الأمني الملحوظ، وغياب الرؤية السياسية والاقتصادية للدولة وعدم إجراء حوار مجتمعي ليس إلا محاولة للالتفاف على مطالب شعب بورسعيد المشروعة واهمالا لدماء وحقوق شهدائها.
وأشار الحزب إلى أن مثل هذه القرارات دون دراسة وتحديد لدور مؤسسات الدولة في تهيئة المناخ الملائم لإنشاء منطقة حرة صناعية تجارية مشتركة تنافس مثيلاتها بالشرق الأقصى والخليج العربي، ليس إلا لتحقيق منفعة فئات معينة دون غيرها واخماد ثورة شعب بورسعيد لنيل حقه المهدر منذ عقود. وفى الاسماعيلية، نظمت القوى السياسية مظاهرات أمام مدرستي السادات الثانوية وإبراهيم عثمان الثانوية الصناعية والضرائب العقارية ومنطقة الاستثمار، لدعوة الطلاب والمدرسين والعاملين للمشاركة في العصيان المدني، وتوزيع مطبوعات للحث على المشاركة وهتف المتظاهرون، «قالوا حرية قالوا عدالة شوفنا خيانة ويا ندالة»، و«فين رجالتك يا بلد ضاع فيك حق الولد». وتفاعل العاملون بالضرائب العقارية مع التظاهرة وصفقوا لهتافات المتظاهرين، دون تأثر سير العمل الذي انتظم في جميع الأماكن المذكورة، وأكد عادل الشناوي، وكيل وزارة التعليم بالإسماعيلية على انتظام الدراسة في جميع المدارس التي لم تستجب لدعوة العصيان، وقال إن الطلبة والمدرسين وأولياء الأمور يرفضون المشاركة في العصيان، أو توقف الدراسة مراعاة للمصلحة العامة، وأضاف الشناوي أن مسئول الأمن بالمديرية توجه إلى جميع المدارس للاطمئنان على انتظام العملية التعليمية.
وقررت القوى السياسية الداعية للعصيان من جميع الأحزاب وجبهة الانقاذ الوطني وحركات كفاية و6 أبريل ومصر الأفضل والقوى الشعبية لحماية الثورة استمرار الدعوة للعصيان المدني خلال الأيام المقبلة، تمهيدا لتنفيذه فعليا في أول مارس المقبل بشرط استجابة المواطنين له، دون فرض العصيان عليهم.
وفى سياق متصل أكد حزب الحرية والعدالة على فشل دعوات العصيان المدني في الإسماعيلية وعدم تجاوب المواطنين معه، وقال بيان على صفحة الحزب بموقع، فيس بوك، إن محاولات منع دخول الموظفين لأداء عملهم، بدعوى التضامن مع شعب بورسعيد في عصيانهم المدني المفروض عليهم أيضا، فشل واستمر الموظفون في أداء عملهم رفضا لما أعلنته القوى السياسية بالعصيان ضد القيادة السياسية في الدولة وجماعة الإخوان المسلمين.
وفى دمياط، نظم طلاب الجبهة الثورية بدمياط، والاشتراكيون الثوريون، سلاسل طلابية أمام مديرية التربية والتعليم، بمناسبة يوم الطالب العالمي، الذى يوافق 21 فبراير، لرفض سياسية النظام والمطالبة بحقوق الطالب، تحت شعار «لا لخصخصة التعليم ونعم لحق المعلم»، وسط تباين في أوساط القوى السياسية حول العصيان المدني.
أما كفر الشيخ، فقد دعت حركة 6 أبريل المواطنين، للخروج اليوم في مسيرات سلمية في جميع انحاء المحافظة لإسقاط ما سموه «باستبداد جماعة الاخوان المسلمين والمطالبة برحيل المحافظ سعد الحسيني»، رافضين فض اعتصامهم داخل مدينة دسوق بالقوة.
وفى سوهاج، رفض غالبية المواطنين فكرة العصيان المدني، مؤكدين «أنها تعود على الجميع بالخسائر».