يجتمع قادة منظمة التعاون الإسلامي في القاهرة، اليوم الأربعاء، في قمة يفترض أن يُهيمن عليها الوضع في سوريا، التي تشهد نزاعا داميا منذ سنتين، والتدخل العسكري الفرنسي في مالي. والقمة التي تفتتح بعد ظهر اليوم، ستدعو إلى "حوار جاد" بين المعارضة السورية و"القوى المؤمنة بالتحول السياسي في سوريا، والذين لم يتورطوا مباشرة بأي من أشكال القمع".
ويضيف مشروع القرار الذي أعده وزراء خارجية الدول ال56 الأعضاء في المنظمة خلال اجتماعهم الاثنين والثلاثاء، أن هدف هذا الحوار هو "إفساح المجال أمام عملية انتقالية تمكن أبناء الشعب السوري من تحقيق تطلعاته للإصلاح الديمقراطي والتغيير".
ويشدد النص على ضرورة "احترام وحدة وسلامة أراضي سوريا وسيادتها"، مؤكدا في الوقت نفسه أن "الحكومة السورية هي المسؤول الرئيسي عن استمرار العنف"، الذي أسفر عن سقوط أكثر من ستين ألف قتيل خلال أقل من سنتين في سوريا.
ولم يشر القادة في مشروع قرارهم إلى، مصير الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي تطالب برحيله المعارضة ودول عربية بينها "السعودية وقطر".
لكن وجود الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، حليف النظام السوري، يمكن أن يُعقد المناقشات خلال القمة، التي تنعقد برئاسة الرئيس المصري محمد مرسي.
وكان المجلس الوطني السوري، أحد أبرز مكونات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، شن مساء الثلاثاء، حملة عنيفة على رئيس الائتلاف، رافضا "الدخول في أي حوار أو تفاوض" مع نظام الأسد.
ومن المقرر إجراء مشاورات بين "مصر، وإيران، وتركيا، والسعودية" أعضاء اللجنة الرباعية المكلفة الأزمة السورية التي شكلت خلال قمة استثنائية عقدت في أغسطس الماضي في مكةالمكرمة، وقررت تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي.
والملف الشائك الثاني على جدول أعمال القمة هو "مالي" التي أثار التدخل العسكري الفرنسي فيها ردود فعل متفاوتة، إذ عبرت دول مثل مصر والسعودية عن تأييدها لحل سياسي وليس لتسوية عسكرية.
ووفقا لجدول أعمال القمة، فإن القادة سيعقدون جلسة خاصة لمناقشة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وهو موضوع يدرج تقليديا في اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي منذ تأسيسها عام 1969.
ويشمل جدول أعمال القمة عدة قضايا أخرى بينها "الإسلاموفوبيا"، والأقليات المسلمة في العالم، وخصوصا "الروهينجيا" في بورما، والتعاون الاقتصادي بين دول العالم الإسلامي، وهي سوق كبيرة، إذ يبلغ عدد سكانها قرابة مليار ونصف المليار شخص.