قال المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، د. ياسر على، فى تصريح خاص ل«الشروق»، إن الحوار الوطنى هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة السياسية والميدانية الحالية، مؤكدا أن الرئاسة تسعى بأقصى قدر من الحرص فى جمع مختلف القوى السياسية لحضور الاجتماع الثانى من الحوار الوطنى، المقرر الأسبوع الجارى.
وأضاف أن مؤسسة الرئاسة تلقت عدة مؤشرات إيجابية من القوى السياسية المختلفة للمشاركة فى الحوار، مؤكدا أن الرئاسة تواصلت بطرق مباشرة وغير مباشرة مع القوى التى سبق وقاطعت الجولة الأولى من الحوار، وأن الرئيس محمد مرسى جدد تعهده بالموافقة على كل ما يتم الاتفاق عليه فى الحوار، بما فى ذلك وثيقة تعديل المواد محل الخلاف فى الدستور.
فى السياق ذاته، أكد ياسر على، فى تصريحات لبرنامج «زى الشمس» على قناة «سى بى سى»، أن رئاسة الجمهورية تدين كل أشكال العنف، من عناصر التخريب الموجودة بالمظاهرات أو المدسوسة فى المسيرات السلمية، وتؤكد أن التعامل الأمنى الحاسم مع المخربين يجب أن يتم وفق الضوابط الدستورية والقانونية، وذلك تعليقا على مشهد سحل وتعرية مواطن خلال أحداث محيط قصر الاتحادية.
وأضاف المتحدث الرئاسى أن الرئاسة تحمل المسئولية فيما وصلت إليه الأحداث، أمس الجمعة، لجماعات التخريب التى تسعى للاعتداء على المنشآت والممتلكات العامة والخاصة، وأن قوات الأمن استطاعت القبض على عدد من المتورطين فى الأحداث، وجار التحقيق معهم لمعرفة الجهات التى تقف خلف هذا التخريب المتعمد، والإساءة لمبادئ الثورة السلمية.
وأوضح ياسر على «لا يختلف مصريان على خطورة المشهد الذى رأيناه ،أمس الجمعة، أمام الاتحادية، والبيان الذى أصدرته الرئاسة بشأن الأحداث منطلق من وثيقة الأزهر لنبذ العنف، والرئاسة من جهتها ترحب بأى مبادرة جادة وبالتحاق جميع القوى الوطنية بالحوار الوطنى السارى حاليا، بشرط عدم وضع شروط مسبقة على الحوار، أو المطالبة المسبقة بنتائج محددة له، باعتبار أن هذا مخالف لأبسط مبادئ الديمقراطية».
من جهته، أكد المستشار محمد فؤاد جادالله، المستشار القانونى لرئيس الجمهورية، أن «كشف العناصر المخربة، والبلطجية فى الميادين وخلال الأحداث الساخنة، كما حدث مساء ،أمس الجمعة،فى محيط قصر الاتحادية، يتطلب من القوى السياسية سحب عناصرها الثورية الحقيقية فورا، وكشف الغطاء عن هؤلاء البلطجية، بما يمكن قوات الأمن من التعامل معهم».
وشدد جادالله فى تصريحات ل«الشروق» على أن سلمية المظاهرات كانت من أسباب نجاح ثورة 25 يناير وانبهار العالم بها، ولم تتحول مظاهراتها يوما إلى مسيرات تخريبية نحو القصر الجمهورى أو غيره من المنشآت.
وأضاف جادالله أن رجال الحرس الجمهورى تعاملوا مع الهجوم على القصر بأقصى درجات ضبط النفس، وأن هناك العديد من الإصابات التى وقعت فى صفوف الشرطة، كما اندلعت بعض الحرائق داخل القصر الرئاسى جراء استخدام زجاجات المولوتوف، لكن الحرس الجمهورى تمكن من إطفائها سريعا.
وحذر جادالله من أن يصبح العنف والتعدى على المنشآت العامة والخاصة ظاهرة فى كل مسيرة أو مظاهرة، بوجود عناصر مجموعات «البلاك بلوك» ضمن المتظاهرين، مشيرا إلى أن «الناس تفهم خطأ أن البلاك بلوك مجموعات مرتبطة ببعضها أو نظامية، والحقيقة أن أى مجموعة من المخربين بإمكانهم ارتداء ملابس سوداء ويصبحوا بلاك بلوك، ما يؤكد ضرورة التصدى بحزم لهذه الظاهرة، سواء من قبل قوات الأمن أو المتظاهرين أنفسهم».