تشير صورة الوضع فى الحلبة السياسية الإسرائيلية قبل أربعة أيام من الانتخابات العامة للكنيست المقبل إلى أن رئيس الليكود بيتنا بنيامين نتنياهو سيكون المرشح الأوفر حظا لتأليف الحكومة المقبلة، لكن تركيبة الائتلاف الحكومى ما زالت غير واضحة حتى الآن. ووفقا للمعلومات التى فى حيازتى فإن نتنياهو لم يتعهد أمام أى حزب بأن يكون هذا الحزب ضمن ائتلاف الحكومة التى ينوى تأليفها.
ومع هذا، يمكن منذ الآن أن نشير إلى أنه فى حال إقدام نتنياهو على تأليف حكومة تستند إلى تأييد أحزاب اليمين والحريديم (اليهود المتشددين دينيا) فقط، فإنها ستكون بمثابة كابوس بالنسبة إلى إسرائيل، ذلك بأن حكومة كهذه ستعارض أى استئناف لمفاوضات السلام مع الفلسطينيين، وسترفض خطاب جامعة بار إيلان الذى تبنّى نتنياهو خلاله حل الدولتين للنزاع الإسرائيلى الفلسطينى، وستؤيد استمرار فرض الجمود على عملية السلام.
وقد ثبت هذا الأسبوع أن حكومة كهذه ستكون بمثابة كابوس فى ضوء الانتقادات الحادة التى وجهها الرئيس الأمريكى باراك أوباما عبر مقال كتبه كبير المحللين السياسيين فى مجلة «أتلانتيك» الأمريكية، جيفرى جولدبرج، المقرّب من البيت الأبيض، ونشرته وكالة الأنباء الأمريكية «بلومبرج»، وأشار فيه إلى أن أوباما بات يؤكد فى الآونة الأخيرة، فى أحاديث يدلى بها خلال جلسات مغلقة، أن نتنياهو ينتهج سياسة تدمير ذاتى من شأنها أن تؤدى إلى القضاء على إسرائيل، وأنه أسير فى يد لوبى المستوطنين، ويتسبب بعزلة إسرائيل أكثر فأكثر من خلال أى تصريح يدلى به فيما يتعلق بالاستيطان فى المناطق (المحتلة).
ومن المتوقع أن تتفاقم الأزمة بين نتنياهو وأوباما فى حال استمرار رئيس الحكومة فى انتهاج السياسة نفسها. كذلك من المتوقع أن تتفاقم الأزمة بين إسرائيل وأوروبا، ذلك بأن ما حال حتى الآن دون اتخاذ هذه الأخيرة مواقف أكثر تشددا إزاء إسرائيل هو الموقف الأمريكى الداعم لسياسة الحكومة الإسرائيلية.