يحملون أرقى الدرجات العلمية ويعتصمون في الطريق بلا غطاء ولا طعام ولا وظيفة ولا احترام، ينظر لهم البعض بإزدراء وينظر لهم البعض الآخر نظرة عطف ويتبرع لهم بما يقدر عليه من طعام وأغطية تقيهم شر برد الليالي التي يبيتونها في العراء، منظر لا يوحي مُطلقا بالقيمة العلمية الكبيرة التي يمثلونها، إنهم حملة الدكتوراه والماجيستير المعتصمون أمام مجلس الدكتور هشام قنديل رئيس الحكومة. سعيد فتحي الحاصل على الماجيستير في القانون الخاص يجلس على الأرض حزينا ويتسآل: لماذا لم يجيبنا دكتور هشام قنديل عندما ناديناه وهو يتوجه لصلاة الفجر اليوم؟ نحن نشعر بالانكسار النفسي، واليأس والإحباط والإهانة، وهل يجوز لأننا لم ننحرف للحصول على حقوقنا أن نعيش هذه الظروف الصعبة؟ وهل من الطبيعي أن يتعامل الأمن معنا كاننا مجموعة من البلطجية؟!.
أما سالي محمد الحاصلة على ماجيستير دراسات آسيوية تخصص لغة صينية فقالت وهي تُمسِك بطفلها في يدها: "إبني بقى عامل زي الشحاتين، عشان أغيرلُه هدومه باضطر أروح بيه كل شوية المسجد"، وأضافت: "لقد وصلنا لمرحلة اللامبالاة واليأس بعد أن كان الأمل بدأ يدب فينا بعد الثورة".
يذكر أن حملة شهادات الماجيستير والدكتوراه يعتصمون أسفل منزل هشام قنديل منذ أيام للمطالبة بتعيينهم في الجهاز الإداري للدولة من جانب الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، لحل مشكلة عمرها يتجاوز العام والنصف.