أصبح ممثل فرنسي كبير موضوع جدل سياسي داخلي وخارجي، إضافة إلى أنه أثار سخرية الصحافة الأوروبية بعد أن منحه الرئيس فلاديمير بوتين الجنسية الروسية.
وكان الممثل جيرار دوبارديو، قد قرر "اللجوء" إلى بلجيكا، بسبب سياسات الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الضريبية، ما أثار جدلاً في فرنسا، كما دفع بوتين أمس الخميس إلى منحه الجنسية الروسية.
واستقبلت الصحافة الفرنسية والأوروبية، الجمعة، بأسف وسخرية منح دوبارديو الجنسية الروسية، ووصفه نظام الرئيس فلاديمير بوتين بأنه "ديمقراطية كبرى".
وكتبت صحيفة "لو فيغارو" ذات التوجهات اليمينية: "لم يكن فرانسوا هولاند يعلم على الأرجح أن توجهاته الضريبية ستولد سيناريو فيلم يذيع صيته في العالم".
أما "لا بريس دو لا مانش" فاستخدمت أسلوبًا ساخرًا، لتسرد بعض الحقائق على مسامع ديبارديو الذي يحتفي بالحريات في روسيا بوتين، وكتبت: "وصل دوبارديو مباشرة إلى قمة هذه المساحات الشاسعة من الحرية المطلقة في سيبيريا، على الأقل منذ الحقبة الماضية التي شهدت وجود ملايين الروس في معسكرات الاعتقال هناك، فيما كان الكولونيل بوتين على رأس عمله في الكي جي بي (الاستخبارات السوفييتية)."
وفي مجلة "كورييه بيكارد" نشر مقالا جاء فيه: "ليس مصدر فخر الهروب من البلاد لأسباب ضريبية، أما الولاء للحكام المستبدين فهو لا شك أقل فخراً أيضاً".
وفي إسبانيا، نشرت صحيفة "ال موندو" تحت عنوان "صديق الدكتاتوريين"، صورًا للممثل الفرنسي إلى جانب الزعيم الكوبي فيديل كاسترو.
أما في بلجيكا، التي اختارها الممثل كملاذ ضريبي قبل حصوله على الجنسية الروسية، فقد سخرت "لا ليبر بلجيك" من "جيرار دوبارديوسوفيتش" الذي "بات جواز سفره الروسي يتيح له تصوير أفلام في كازاخستان، أو الغناء إلى جانب ابنة الدكتاتور الأوزبكي، أو الظهور في اللوحات الإعلامية للمصارف والكتشاب في التلفزيون الروسي، أو الاحتفال في غروزني بصحبة الطاغية رمضان قديروف". يذكر أن الممثل الفرنسي أعد مؤخرًا أغنية مع ابنة الرئيس الأوزبكي، غولنارا كاريموفا، الملقبة ب"غوغوشا"، كما صور مسلسلاً من تأليف الفنانة، ما أثار أيضًا جدلاً في فرنسا.
وفي مقال حمل عنوان "دوبارديو أصبح روسيًا" نشرت "فرانكفورتر" الألمانية مقالاً مرفقًا بصورة تظهر الممثل الفرنسي على أنه راسبوتين، وجاء فيه: "إن انخفاض معدل ضريبة الدخل في روسيا الذي يبلغ 13% يبدو أنه قد أقنع الفرنسي" بالتحول إلى روسيا.
أما "هيرالد تريبيون" فرأت أن "بوتين قد وجد في منح الجنسية لدوبارديو تحقيقاً للعدالة وفرصة لروسيا، التي عانت على مدى وقت طويل من مغادرة أثريائها إلى الغرب، لكي تجذب هي واحدًا منهم، وليس واحدًا عاديًا، بل ممثلاً ذكوريًا معروفًا".