رأت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ليست السبب وراء الفوضى العارمة، التي تعصف بسوريا، ولكنها فشلت على وجه الخصوص والمجتمع الدولي في قيادة هذه الأزمة . وأشارت الصحيفة الأمريكية، في مقال أوردته على موقعها الإلكتروني، اليوم الأربعاء، إلى أن فشل أمريكا لا يمثل إخفاقًا من جانب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشكل كلي، فهي ليست «رواندا أوباما».. مشيرة إلى تعليقات بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي والمحللين، الذين رأوا أن سبب تفاقم الأزمة السورية، هو عمليات سفك الدماء، التي يقوم بها الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه. وحول تساؤلات البعض بشأن ضرورة إجراء تدخل عسكري أمريكي، لوضع حد لحمام الدماء المتدفق في سوريا على غرار النموذج الليبي، رأت الصحيفة وجود فارق بين الحالتين .. موضحة أنه كان هناك إجماع دولي في الآراء على ضرورة إجراء التدخل في ليبيا، وتحديدًا من خلال الأممالمتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي «ناتو».
ورأت الصحيفة، أن "ليبيا كانت ضعيفة من وجهة النظر العسكرية، بالنظر إلى ضعف نظامها ونظام دفاعها الجوي، فضلا عن عدم امتلاكها أية أسلحة دمار شامل، ولم يكن لديها أي حلفاء، كما أن الثوار الليبيين سيطروا على مناطق منفصلة، وكان تنظيمهم أكثر سهولة، علاوة على ذلك، فإن سوريا تختلف جذريًا عن ليبيا، فالثورة السورية تجمع أسوأ ثلاثة جوانب لعناصر متقلبة: الحرب الأهلية، والعنف الطائفي، والتلاعب من قبل القوى الخارجية"، على حد قول الصحيفة .
وأوضحت أن أمريكا لا تستطيع تحديد ما ستؤول إليه الأوضاع في سوريا .. لافتة إلى أن إلقاء اللوم على واشنطن وإدارة أوباما، واتهامها بالمساعدة في تفاقم حدتها؛ يقوض من حدود قوة أمريكا وأولوياتها الوطنية.
وخلصت «واشنطن بوست» إلى أن الوقت قد حان كي تصب دول العالم كامل تركيزها على شئونها الداخلية، وأن تدرك أن الولاياتالمتحدة ليس عليها أن تظل مسئولة عن حل مشاكلها بعد الآن، فالولاياتالمتحدة بدلا من ذلك، يتعين عليها التركيز على شأنها ومشاكلها الداخلية.