" نعم" عالية.. وبنبره حاسمة قالتها محافظات الجنوب خلال المرحلة الثانية من الاستفتاء علي الدستور ، أمس الأول، لتحسم الجولة إلي حد بعيد لصالح تيار" الإسلام السياسي" الداعم لمشروع الدستور ، في مواجهة القوي المدنية التي رفعت شعار" لا" . محافظة بني سويف ، كانت من المحافظات التي اكتسحت فيها " نعم " بنسبة بلغت نحو 85% ، بإجمالي أصوات 466 ألفا و248 ناخبا، مقابل 83 ألفا و689 ناخبا، بلغت نسبة أصواتهم نحو14.99 % ، حسبما أعلن المستشار أمجد هيكل رئيس اللجنة المشرفة على الاستفتاء في المحافظة . وعلي الرغم من التوقعات التي رجح أصحابها أن تكتسح " لا" في مواجهة "نعم "، جاءت النتيجة عكسية في محافظة الأقصر ، والتي كانت صوتت في الانتخابات الرئاسية لصالح الفريق أحمد شفيق ، في مواجهة الرئيس محمد مرسي ، حيث بلغت نتيجة الاستفتاء 76,7% ل" نعم" بينما وصلت نسبة الرافضين من أجمالي الناخبين 23,3% . أما في محافظة الفيوم ، فلم تخرج النتيجة عن حدود التوقعات ، إذ بلغت نسبة الموافقة 89.4% بعدد اصوات 485 الف 802 صوت ، مقابل 57 الف و431 صوت بنسبة 10.6 % ، وهي النتيجة التي تعبر عن التكوين السياسي لأبناء المحافظة ، حيث الغالبية من أتباع تيار الإسلام السياسي.
وانتهت النتائج فى محافظة البحر الاحمر لترجح كفة التيار الدينى ، إذ بلغت النسبة 62% لأنصار " نعم" مقابل 29% لفريق " لا" ، حيث بلغ عدد الموافقين 42441 صوتا ، مقابل 25112 من الرافضين . وفي الوادي الجديد ، لم يختلف المشهد كثيراً في استفتاء ديسمبر 2012 عن المشهد في استفتاء مارس 2011 . ففى مارس بلغت نسبة الموافقة 91% تأييد ، مقابل 9% رافضون ، أما فى استفتاء ديسمبر 2012 بلغت نسبة المؤيدون 87 % مقابل 13 % للرافضين ، ما أرجعه كمال فؤاد ، منسق حزب الكرامة في المحافظة واحد المراقبين فى استفتاء امس الأول ، إلي أن " هناك نسبة كبيرة من الأميين تأثرت بما تسمعه من شعارات دينية ، وسط رسائل الحرام والحلال الصادرة من التيار الديني ، وخاصة في خطب الجمعة التي سبقت الاستفتاء ، وكان له تأثيرا كبيرا ". ورغم توقعات امراقبين بأن تكون محافظة قنا – ذات العصبيات والقبليات ، والمعقل لانصار الحزب الوطني المنحل- في جانب " حزب لا" ، جاءت النتيجة مغايرة تماما ، حيث بلغت نسبة الموافقين علي الدستور 85% من إجمالي المصوتين ، مقابل 15 % فقط رافضين .
ويأتي أكتساح فريق نعم" فى لعدة أسباب، من بينها إعلان القيادات السابقة للحزب الوطني في المحافظة ، وعدد كبير من النواب السابقين من قبائل العرب والآشراف والهوارة ، حشد الناخبين للتصويت ب "لآ " ، احتجاجا على مادة العزل السياسي ، ما دفع أعداد كبيرة من الناخبين التصويت ب" نعم " ، بالإضافة إلى انتشار دعوات " نصرة الشريعة" التي أستجاب لها العديد من الناخبين
محمد حسن العجل ،أحد قيادات قبيلة الآشراف ، قال ل" الشروق" أن التصويت " لم يكن معركة بين طرفين ، فالتصويت بنعم جاء من عدة أتجاهات للمواطنين فمنهم مواطنون بسطاء رأوا فى كلمة نعم أستقرارا للبلاد ،.. كما أن هناك فئة من المنافسين الأقوياء من رموز القبائل أيضا يرون أن مصلحتهم في الموافقة على الدستور من أجل الإطاحة بالعناصر القديمة التي تحاربهم دائما ، وبذلك تكون الموافقة ليست تأييدا للدستور بقدر ما هو تأييدا لقانون العزل السياسي ".