يعد عازف العود د. ممدوح الجبالى واحدا من اهم عازفى العود فى مصر والعالم العربى. لذلك لم يكن غريبا ان يتم ترشيحه لأداء كونشيرتو العود الذى قدمه الموسيقار الراحل عمار الشريعى بأوبرا السلطانية العمانية قبل عدة سنوات. وهى مهمة ثقيلة على اى عازف لسببين الاول انه لموسيقار بحجم الشريعى والثانى ان العمل يقدم لاول مرة فى مصر على خشبة مسرح دار الاوبرا وكان من بين احلام الراحل الكبير ان يقدمه على احد المسارح المصرية باعتبارها من التجارب القليلة التى قدمها فى هذا الاتجاه. سألت الجبالى عن هذه التجربة وعن موسيقى عمار باعتباره كان من المقربين منه الى جانب قضايا اخرى تهمه كفنان خاصة ان مصر رغم ريادتها الفنية الا انها تعانى قلة الحفلات التى تقدم فى مجالات التجارب الموسيقية. قال الترشيح لهذا العمل شرف لى لأنه لشخصية موسيقية مثل عمار الشريعى. وسعادتى زادت لأن هذا العمل حضرت التجهيزات الخاصة به حتى خروجه للنور. حيث التقيت الموسيقار الراحل فى عمان لأننى كنت مشاركا فى مهرجان مسقط الاول لآلة العود بمصاحبة الاوركسترا العمانى. وكان الجو مناسبا لخروجه بشكل مبهر. واشار ممدوح إلى ان هذا العمل من حيث التقييم الموسيقى مختلف عن الكونشيرتو الاصلى بإضافة الآلات النحاسية هذا نوع نادر من الكتابة الموسيقية. واشار الجبالى: لا اخشى المقارنة لأن هناك شيئا اهم يشغلنى وهو تحقيق حلم الشريعى بتقديمه فى مصر لأن الأعمال الناجحة موسيقيا تحتاج الى النور وعمار لم يقدم هذا العمل فقط مع الاوركسترا فى هذا المهرجان حيث قدم عملا آخر وهو تنويعات على موسيقات متعددة. وطالب الجبالى بأن تهيئ الدولة التربة الخصبة لمثل هذه الاعمال. واضاف: لى تجارب فى ابوظبى واليابان ودول كثيرة دعتنى واحتفلت بى فى الوقت الذى اعانى فيه داخل وطنى. وانا لم اندهش من هذا التجاهل لأن عمار نفسه رحمه الله كان يعانى رغم قيمته الكبيرة. وهناك فنانون كبار ماتوا فى مصر ولم يشعر بهم احد. نحن حرمنا من الحفلات الموسيقية الحية وكل علاقة الناس بالموسيقى هو الاستماع اليها فى التتر. وحول اهمية عمار الموسيقية وتأثرنا برحيله.. قال: موسيقاه لها مفردات خاصة جدا فهو من القلائل الذى يعملون على المشهد وتجد موسيقاه فى قمة التفاعل معه. وعمار اعتزل الموسيقى التصويرية للسينما لأنه كان يشعر ان المنتج لا يهتم بها.
ولابد من الاهتمام بمن هم على قيد الحياة مثل ياسر عبد الحمن وخالد حماد. وحول ابتعاده عن التلحين رغم انه قدم تجارب مع اصوات كثيرة مثل ذكرى ومحمد الحلو وفدوى المالكى وآخرين.. قال «انا هاوى تلحين لذلك لا ألحن الا الكلام الذى يستهوينى. والغناء الجاد الآن اصبح غريبا والجو العام لا يسمح وبصراحة منذ رحيل ذكرى لا اجد الصوت الذى يدفعنى للتلحين. فهى كانت رحمها الله صوتا قادرا على الصمود امام الاعاصير الفنية.