«اليوم لدينا كل وسائل المعيشة، قمنا بإنشاء دورات لقضاء حاجة المسلمين بها، وقمنا بإحضار المأكل والمشرب والملبس والبطاطين، وخيامنا، ومنصتنا، وكل ما يلزم للحياة، فالخير كثير والحمد لله». «حد نازل مدينة أبوإسماعيل؟»، هكذا سأل سائق الميكروباص الذى يقطع الطريق الدائرى، مع اقترابه من البوابة الرابعة لمدينة الإنتاج الاعلامى، المخصصة لدخول العاملين بالمدينة.
تساءل أحد الركاب، الذى كان متوجها للاعتصام، «إيه مدينة أبوإسماعيل دى؟، أنا نازل مدينة الإنتاج»، فرد السائق متهكما، «بقى اسمها مدينة أبوإسماعيل، أصله مسك البلد خلاص»، مما أثار مشاجرة بينهما انتهت بالتشابك بالأيدى.
«الشروق» قامت بجولة داخل مدينة الإنتاج الاعلامى، لرصد ردود أفعال الإعلاميين والعاملين بها حول المعتصمين خارجها، كما رصدت رأس المعتصمين الذين يرون أنفسهم محاربين لفساد الإعلام ومدافعين عن الشرعية.
الإعلامى شريف عامر، مقدم برنامج الحياة اليوم، على شبكة تليفزيون الحياة، يرى أن هناك خطا رفيعا بين الاعتصام لتحقيق مطالب، وبين ترويع مواطنين يتوجهون لأداء عملهم، معتبرا أن هناك فارقا كبيرا بين القدرة على تنظيم الاعتصام، وبين ردود الفعل على الأرض، «إذا أشيع عنى موقف ما، فلا أحد يستطيع التحكم فى ردود الفعل ليمنع التعرض لشخص»».
يرى عامر أنه لا يجوز أن يقابل اعتصام باعتصام آخر، تحت مسمى «سيب وأنا اسيب»، فالعمل السياسى لا يمارس بهذا الشكل، كما أن مدينة الإنتاج الاعلامى مال عام، فكما استنكرنا غلق مجمع التحرير، أو مترو الأنفاق، فعلينا أيضا إدانة حصار مدينة الإنتاج الاعلامى لأنها من مؤسسات الدولة.
وعن استهداف إعلاميين بعينهم أو التعرض لهم، قال عامر: «لم يقم أحد بمنعى من الدخول، كما لم يطلب منى أحد كشف البطاقة الشخصية، وإذا حدث سوف أرفض وأطلب منه أن يتوجه معى إلى أمن المدينة ليتحقق منى، وإذا رفض سأرحل، وأحرر محضرا فى القسم أنى منعت من أداء عملى».
أما الاعلامى جابر القرموطى، مقدم برنامج مانشيت على قناة أون تى فى، يرى أن الاعتصام أمام مدينة الإنتاج الاعلامى وحصارها، والتهديد باقتحامها، وذبح العجول وإقامة الحمامات خارجها، يمثل غيابا واضحا لدور الدولة، ويظهر عدم قدرتها على السيطرة على المجتمع.
ويرى القرموطى أن الشيخ حازم أبوإسماعيل الداعى للاعتصام، يبحث عن دور له فى الاعلام، خاصة أنه كان بعيدا عن الفضائيات فى الفترة الماضية، لذلك يحاول أن يعود للمشهد مرة أخرى.
ضيوف البرامج أيضا لم يكونوا بعيدا عن أجواء الاعتصام، خاصة بعد سيطرة المعتصمين على البوابة الثانية أيضا بجوار البوابة الرابعة.
«منذ قيام أنصار الشيخ حازم بالاعتصام أمام المدينة، وأنا أرفض قبول دعوى البرامج الحوارية التى تكون داخل المدينة، ولا أذهب سوى للتليفزيون المصرى، خوفا من محاصرتى والاعتداء على».
يقول نبيل زكى، المتحدث باسم حزب التجمع، موضحا أن ما يحدث الآن ليس له مسمى سوى الإرهاب، وفى منتهى الخطورة على شكل مصر ومكانتها فى العالم.
وأكد زكى أن محاولة تكميم أفواه الاعلاميين والسيطرة عليهم، لم ولن تنجح، وأن محاولة الجماعة استخدام العنف وترهيب معارضيهم سواء بمحاصرة المحكمة الدستورية، أو مدينة الإنتاج، لن يصمت عليها أحد.
أما ياسر الهوارى، عضو حزب الدستور، وأحد معتصمى قصر الاتحادية، رفضا لمشروع الدستور الجديد، يرى أن مرسى تعدى على سلطة الدولة عندما استخدم انصاره لترويع معارضيه، وترهيبهم.
واعتبر الهوارى أن مرسى أشد عنفا من مبارك، باعتبار أن مبارك كان يقمع معارضيه بالأمن أما مرسى فيقمعهم بمؤيديه، وهو ما أحدث انقساما فى المجتمع.
«تعرضت للسب عدة مرات، أثناء دخولى المدينة بدعوة من أحد البرامج، فكلما رأى أحد شكلى حاول أن يلاحقنى ليعتدى على، كما حدث مع المخرج خالد يوسف»، لذلك يطالب الهوارى رئيس الجمهورية بالتدخل لانهاء الاعتصام أمام المدينة، باعتباره المسئول الاول عن أمن البلاد، وإلا سوف تتحول البلاد إلى حرب أهلية.
«وجودنا هنا لحماية الشرعية، حتى لا يتجرأ أحد ويتعدى عليها، خاصة أمام قصر الاتحادية، فوجودنا هنا تهديد لما يمكن أن يحدث، فى حالة محاولة اقتحام قصر الاتحادية»، كانت هذه كلمات الشيخ جمال صابر، مسئول حملة لازم حازم، الداعمة للمرشح الرئاسى السابق حازم صلاح أبوإسماعيل.
«إذا تجرأ أحد وحاول إحداث بلبلة أثناء التصويت سوف نعود بقوة مرة اخرى، ولن نحذر أو نهدد بل سنحمى الشرعية عن طريق اقتحام المدينة، ولن نكتفى بالاعتصام أمامها، وسوف نقضى بإذن الله على الاعلام المضلل والفاسد»، يقول الشيخ جمال.