لا أحد منا لم يشاهد رائعة السينما المصرية فى الستينات "القاهرة 30"، والذى تدور أحداثه حول ثلاثة أصدقاء من طلبة الجامعة فى منزل واحد؛ هم "علي طه"، شاب مثقف يحلم بحياة نظيفة وثورة تقضى على الفساد والظلم، والذى يقوم بدوره الممثل عبد العزيز مكيوي، و"أحمد بدير"، شاب لا يهتم بشىء يعمل في إحدى الصحف، و"محجوب عبدالدايم" أفقرهم، والذى يتخلى عن مبادئه وشرفه لأجل وظيفة مرموقة. ولنعود للشاب الثوري "علي طه"، أو الفنان عبد العزيز مكيوي، الذي يظهر في الصور، التي التقطها له أحد مستخدمي موقع "الفيس بوك" من الإسكندرية، كاشفًا قدر معاناة الرجل الذي وصل مصيره إلى حد النوم في الشارع كالمجاذيب بلا مأوى ولا أهل!
ولمن لا يعرف "مكيوي" لعبة القدر، جعلتنا نرى بأم أعيننا فنان تخرج من المعهد العالي للسينما، قسم تمثيل وإخراج، وحصل على دبلومتين في السياسة وترجمة الأدب، وسافر لدراسة الإخراج في بعثة إلى الاتحاد السوفيتي أكملها في إنجلترا، بالتزامن مع "نكسة عام 67" لتمر الأيام ونجد نفس الشخص ينام أمام مساجد الأولياء كالمجاذيب في القاهرة، ثم تأخذه "التوهة والترحال" إلى أحد المقاهي الشعبية في "منشية" الإسكندرية على كرسي متحرك، بعد أن صدمته إحدى السيارات، يحمل معه "ملابسه في كيس بلاستيك وبطانية لا تصلح إلا لتكون غطاء لسيارة "متكهنة".
ملفات نقابة الممثلين وأوراقها الباهتة ومستنداتها لا تعرف عنه سوى بيانات صماء، تقول أن اسمه بالكامل محمد عبد العزيز أحمد شحاتة، وشهرته "عبد العزيز المكيوي"، من مواليد 29 يناير 1934، حاصل على بكالوريوس الفنون المسرحية عام 1954، وعضو بنقابة المهن التمثيلية، وحاليًا بالمعاش النقابي، ويسكن في أحد شوارع منطقة فيصل بالجيزة.